Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

ابن القطان – المشيخة.. (52)

هذا هو الجزء الثاني والخمسون من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن مشيخته. وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه، ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته.

أبو يحيى المواق: أبو بكر بن خلف الأنصاري  القرطبي الفاسي

(تـ 599هـ)

[القسم السادس]

هذا القسم فيه تتميم للتنبيهات على الأوهام التي وقعت لبعض كبار الباحثين الفضلاء في أسامي الآخذين عن أبي بكر المواق، نظير الوَهَم الذي وقع له في شيوخه، والذي سبق التنبيه عليه، وكنت قد وعدت بأنني سأخص كل وهم حصل في أسامي الآخذين عن أبي بكر المواق بتنبيه. ومجموعها أربع، وسأفرد – إن شاء الله تعالى- لكل تنبيه قسما خاصا به من أقسام هذا المقال، جاعلا التنبيه السابق ثانيها في الترتيب.

التنبيه الثالث:

أدخل الأستاذ الدكتور محمد خرشافي ضمن تلاميذ أبي يحيى المواق، وممن تتلمذ له واشتهر بالسماع منه: محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك الأموي النحوي الاشبيلي (545-618)، ثم قال: “محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن حزم الأموي النحوي، سكن اشبيلية، وأصله من يابرة -من أعمال الغرب: البرتغال- عني بالقراءات، والعربية، وأخذ عن أبي بكر ابن صاف، وأبي إسحاق ابن ملكون، وأبي بكر ابن الجد، وأبي زيد السهلي، وغلب عليه التخصص في العربية، والتمكن منها، والتحقق من غوامضها، فعكف على تعليمها، واعتبر في هذا الميدان أستاذ اشبيلية الذي لا يبارى، وقد انتفع به عدد من الشيوخ اللاحقين، مثل أبي علي الشلوبين وغيره، وغلب عليه في أواخر حياته حب العزلة، فاعتكف عن الناس، وتوفي في صفر سنة ثماني عشرة وست مائة للهجرة. ومولده بيابرة في سنة خمس وأربعين وخمس مائة“. ثم أحال على الهامش الذي فيه ما نصه: التكملة رقم: 1595، عن: دولة الإسلام في الأندلس-عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، عصر الموحدين- لمحمد عبد الله عنان: القسم الثاني/669.[1]

وهذا الذي ذهب إليه د/ محمد خرشافي من عدّ ابن طلحة النحوي في جملة الآخذين عن الإمام المواق وهم ظاهر، سببه حسبان ابن صاف المقرئ الاشبيلي هو المواق الفقيه القرطبي ثم الفاسي، وقد سبق التنبيه على كون ابن صاف المذكور، والذي أخذ عنه محمد بن طلحة الأموي غير المواق، فهما رجلان، وجَعْلُهُمَا واحدا وَهَم من أوهام الجمع والتفريق.

وأما محمد بن طلحة الأموي فهو الإمام النحوي المشهور، وترجمته في: التكملة لابن الأبار -وهو من جملة الآخذين عنه-[2]، وبرنامج الرعيني- وأخذ عنه أيضا، وذكر أنه لازمه أعواما-[3]، والمغرب لابن سعيد[4]، وصلة الصلة لابن الزبير[5]، والذيل والتكملة لابن عبد الملك[6]، وإشارة التعيين لعبد الباقي اليماني[7]، وتاريخ الإسلام[8]، ومعرفة القراء الكبار[9]، والمستملح[10] للذهبي، والبلغة للفيروزآبادي[11]، وغاية النهاية لابن الجزري[12]، وبغية الوعاة للسيوطي[13]، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة[14]، ونفح الطيب للمقري التلمساني-ولم ينصفه في الترجمة-[15]، ونقل ترجمته مع تصرف في العبارة محمد عبد الله عنان في دولة الإسلام في الأندلس[16] من تكملة ابن الأبار.

 ولم يذكر أحد من الحذاق أبا يحيى المواق في جملة شيوخ ابن طلحة النحوي، وإنما ذكروا فيهم أبا بكر ابن صاف المقرئ، كما صنع ابن الأبار -وذكر أنه أخذ عنه القراءات-[17]، والرعيني-وذكر أنه أخذ عنه السبع وأجاز له-[18]، وابن الزبير-وذكر أنه أخذ عنه القراءات-[19]، وابن عبد الملك-وذكر أنه تلا عليه بالسبع-[20]، والذهبي[21]، وابن الجزري[22]، وابن قاضي شهبة[23]، والسيوطي[24]، ونقلوا جميعا أخذ ابن طلحة عن ابن صاف القراءات.

وتتلمذ ابن طلحة على ابن صاف المقرئ، هو الأمر نفسه الذي نقله عن ابن الأبار الأستاذ محمد عبد الله عنان[25]، والذي جعله البحاثة الأستاذ الدكتور محمد خرشافي واسطته في النقل، على ما في ذلك من نزول في العزو، خصوصا مع وجود مصادر الترجمة المتقدمة المشتملة على كل المعلومات المنقولة وزيادة.

وسأعود إلى بقية الأوهام في الشيوخ التي وقعت لبعض كبار الباحثين الفضلاء في المقال المقبل إن شاء الله.

يتبع في العدد المقبل..

—————————–

1. مقدمة تحقيق بغية النقاد النقلة، قسم الدراسة ص: 169-170 مع الهامش، 1 في، ص: 170.

2. التكملة لكتاب الصلة، 2/312-313.

3. برنامج الرعيني، ص: 79-80.

4. المغرب في حلى المغرب، 1/258.

5. صلة الصلة، 5/399.

6. الذيل والتكملة، 6/235-236.

7. إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين ص: 315.

8. تاريخ الإسلام، 13/557.

9. معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، 3/1190.

10. المستملح، ص: 140-141.

11. البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، ص: 267.

12. غاية النهاية في طبقات القراء، 2/139.

13. بغية الوعاة، 1/121-122.

14. طبقات النحاة واللغويين، ص: 127.

15. نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب، 3/476-477.

16. دولة الإسلام في الأندلس، العصر الثالث، القسم الثاني، 669-670.

17. التكملة لكتاب الصلة، 2/312.

18. برنامج الرعيني، ص: 80.

19. صلة الصلة، 5/399.

20. الذيل والتكملة، 6/235-236.

21. تاريخ الإسلام 13/557، والمستملح ص: 140، ومعرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار 3/1190.

22. غاية النهاية في طبقات القراء، 2/139.

23. طبقات النحاة واللغويين، ص: 127.

24. بغية الوعاة، 1/121-122.

25. دولة الإسلام في الأندلس: العصر الثالث، القسم الثاني، 670.

أرسل تعليق