Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

“كزرع أخرج شطأه”

      لقد شبه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم عمله بعمل الفلاح البصير الذي يعالج الأرض الصالحة متحينا أوقات الحراثة والنقش والتنقية والسقي، مترصدا تقلب الأنواء، محددا -عبر الموسم- أنواع الوظائف والمهام التي يرتبها على نفسه لاستخراج أحسن ما يمكنه -بقدر الله- من هذه الأرض. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا” [البخاري، كتاب العلم، باب: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم الموعظة والعلم، برقم: 68].

      وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به” [البخاري، كتاب العلم، باب: فضل من علم وعلّم، برقم: 79].

      فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبث الآيات في نفوس أصحابه الكرام رضي الله عنهم بطريقة رباعية الأبعاد..

      البعد الأول: تلاوة الآيات وتأوّلها واتّباعها بين ظهرانيهم ليروا ذلك ويحيوا نورانيته، قال صلى الله عليه وسلم: “صلّوا كما رأيتموني أصلي” [السنن الكبرى للبيهقي، رقم الحديث: 4874.]، وهي سنته الفعلية؛

      البعد الثاني: تعليمهم الكتاب ومعانيه العلمية والعملية فقها وتمثلا؛

      البعد الثالث: بناء مهارات في أنفسهم تمكّنهم من الفرقان والتمييز وتعلمهم وضع الأشياء والأقوال والمقدّرات في مواضعها؛

      البعد الرابع: تزكيتهم وتنويرهم تخلية وتحلية وهو البعد الأخص.

      وقد كانت وراثته صلى الله عليه وسلم في البعدين الأول والثاني عامة وفي البعد الثالث أقل عموما أما وراثته في البعد الرابع فكانت خصوص الخصوص.

      وهذه الأبعاد هي التي يجمعها قوله تعالى: “ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، إنك أنت العزيز الحكيم” [البقرة، 129].

      والله الهادي إلى سواء السبيل

الأمين العام

للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق