Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

فاطمة بنت أبي علي حسين بن محمد الصدفي.. المؤدبة والمحترمة

في أحضان مرسية[1] الأندلسية التي أنجبت مجموعة من العلماء والعالمات في تخصصات ومجالات علمية شتى نبغت عالمتنا الجليلة فاطمة بنت أبي علي حسين بن محمد الصدفي[2] في رياض المعارف ونهلت من العلوم والمعارف الحظ الوافر وخاصة نشأتها في بيت علمي تربوي حكيم فقد كان والدها الإمام أبي علي حسين بن محمد بن فيرة بن حيون أبو علي الصدفي من أشهر علماء عصره في علم الحديث وآخر أئمته في الأندلس ولد بسرقسطة سنة اثنين وخمسين وأربعمائة وأستشهد في موقعه من ثغور سرقسطة سنة عشرة وخمسمائة[3].

تعتبر هذه العالمة الجليلة من بين النساء الرائدات اللائي أحاطت بهن جملة من الفضائل والمكارم الأخلاقية المثالية في كل جانب من جوانب حياتها وهي كذلك من بين النساء الخالدات المؤدبات والمحترمات اللائي أتاهن الله عقلا وافيا نيرا وكان حضورها قويا ومؤثرا في ساحة العلم تحضر مجالس الذكر والمذاكرة  جمعت بين علم الظاهر وعلم الباطن نظرا لاهتمامها الكبير وشغفها المتواصل بتعلم العلم والإقبال على عبادة الله في مختلف الظروف والأحوال الشيء الذي عزز نجاحها في مختلف الميادين بحيث تركت أثرا طيبا مباركا فيه يفوح بالمبادئ التربوية المثالية المقتبسة من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة..

فاطمة بنت أبي علي حسين بن محمد الصدفي.. المؤدبة والمحترمة

كما عرفت هذه السيدة بالزهد والصلاح تقوم على حفظ القرآن الكريم وحفظ الحديث النبوي الشريف وتحفيظه خاصة أنها تذكر كثيرا من الحديث الأدعية وغيرها “وكانت حسنة الحظ ملزمة لمطالعة الكتب تزوجها صاحب الصلاة بمرسية أبو محمد عبد الله بن موسى بن برطلة وولدت له أبو بكر عبد الرحمان فأنجبت وولدت له أيضا غيره[4] قال في حقها ابن الأبار “كانت صالحة زاهدة وكانت حسنة الحظ[5].

ومختلف المصادر التي تعرضت لترجمة  فاطمة بنت أبي علي حسين بن محمد الصدفي لم تذكر تاريخ ولادتها إلا أنها بينت أن هذه الأخيرة من أهل مرسية ودار سلفها بسرقسطة تركها أبوها عند خروجه غازيا إلى كنتدة في حيز الفطام من رضاعها وسأل الله تعالى ألا يجتمع عليها فقده وفطامها[6].

توفيت رحمها الله بعد التسعين وخمسمائة وقد نيفت على الثمانين[7].

رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جنانه أمين والحمد لله رب العالمين

—————————————————–

1. هي مدينة تقع في جنوب شرق إسبانيا على ضفاف نهر شقورة، تطل على البحر الأبيض المتوسط. هي عاصمة منطقة مرسية. أسسها عبد الرحمن الداخل عام 825 م ومن أهم شخصياتها في التاريخ الإسلامي ابن عربي وابن سيده، وأبو العباس المرسي (الذي استوطن فيما بعد بمدينة الإسكندرية ودفن فيها، وبها مسجده الشهير)، وشرف الدين المرسي.

2. التكملة لكتاب الصلة، (4/262).

3. الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون تحقيق وتعليق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور مدرس الحديث بجامعة الأزهر مكتبة دار التراث العربي. (1/313-332).

4. التكملة لكتاب الصلة للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله أبي بكر القضاعي البلنسي ابن الأيار تحقيق الدكتور عبد السلام الهراس مطبعة دار المعرفة (4/262).

5. التكملة لكتاب الصلة (4/262).

6. التكملة لكتاب الصلة (4/262).

7. التكملة لكتاب الصلة (4/262).

أرسل تعليق