Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الماء في حياتنا بين القرآن والعلم (3/1)

      جعل الله سبحانه وتعالى الماء سرا من أسرار الحياة، فلا حياة بدون ماء، قال الله عز وجل: “أولم ير اَلذين كفروا أن السموات والاَرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي اَفلاَ يومنون” [سورة الانبياء، الآية: 30]. منذ أربعة عشر قرنا جاء في كتاب الله العزيز هاتين الحقيقتين العلميتين اللتين أثبتهما العلم الحديث؛ ذلك بأن السموات والأَرض كانتا شيئا واحدا ثم انفصلتا وأن الماء أصل الحياة.

      إن كل البحوث العلمية الحيوية تؤكد على أن الماء يمثل المكون الأساسي والرئيسي لأجسام الكائنات الحية، حيث يتراوح معدل نسبته المئوية حوالي %60  بالنسبة للحيوانات، و% 75 بالنسبة للنباتات، كما تلعب حركة الماء أدوارا فسيولوجية جد مهمة كالدورة الدموية والهضم والتوالد، كما أثبت علماء الأرض أن أول الكائنات الحية التي ظهرت على الأرض كانت كائنات تعيش في الوسط المائي، فمن أين جاء هذا الماء؟ وما هي مميزاته وخصائصه البيئية؟ وما مدى أهميته في حياتنا؟

      أصل الماء

      قال الله تعالى: “والاَرض بعد ذلك دحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها” [سورة النازعات، الآيتين: 30-31]. توحي هذه الآية العظيمة إلى المصدر الأصلي للماء، وهو باطن الأرض، إن القرآن الكريم رسالة إلهية بعثها الله سبحانه وتعالى في زمن الرسول الكريم عليه أزكى الصلاة والسلام، منذ أربعة عشر قرن، لكنها كانت رسالة عامة شاملة نزلت لكل الناس، ولكل الأزمنة الآتية بعده، إن  ثبوت الحقائق العلمية المعجزة المذكورة في القرآن، عن طريق الاكتشافات العلمية التي يقوم بها العلماء عبر العصور لأكبر دليل على ذلك، وتعتبر هذه الآية الكريمة مثالا آخر على ذلك، فحينما حلل العلماء الأبخرة والغازات المتصاعدة من فوهات البراكين، وجدوا أن غالبيتها يتكون من بخار الماء، بنسبة تراوح 70% الشيء الذي يثبت أن أصل الماء هو باطن الأرض.

      كيمياء الماء

      إن الماء مركب تتألف جزيئته من ذرتين، من الهيدروجين وذرة من الأكسجين، وهو كيماوي دؤوب الفاعلية ومذيب عام جيد، في درجة حرارة الغرفة، الماء النقي سائل لا لون له، يغلي على درجة 100س ويتجمد على درجة الصفر، بخلاف معظم المواد الأخرى، يتمدد الماء خلال تحوله إلى جليد، فعندما تنضام جزيئات الماء لتكون الجليد تنضم ذرة الهيدروجين من أحد الجزيئات إلى ذرة أكسجين في جزء آخر، فيتكون شكل سداسي ذو حيز خاو في الوسط، ويفسر هذا التشكل كون الثلج أخف من الماء، إن جميع العناصر صلبة كانت أم سائلة أو غازية؛ فإنها تخضع لقانون التمدد بالحرارة والانكماش بالبرودة، ما عدا الماء؛ فإنه يزداد حجمه بالبرودة وتقل كثافته، إنها ميزة اختص الله بها هذه المادة الحيوية، فلو لم يكن الأمر كذلك، لتجمد الماء في قاع المحيطات في قطبي الأرض وحال ذلك دون الحفاظ على حياة حيونات وأسماك تلكم البيئة.

أرسل تعليق