Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التربية العقلية في الإســــلام..(30)

 الوسائل المساعدة على التعلم

 إلى جانب الطرق التي ذكرناها آنفا، هناك عديد من الوسائل المساعدة على إتمام عملية التعلم على النحو الإيجابي، نظرا لكثرة تلك الوسائل المساعدة على التعلم حينا، وامتزاجها حينا آخر، وعدم الاتفاق عليها بين المربين، واختلافهم في كيفية استغلالها، وفق تباين اتجاهاتهم وتجاربهم وخبراتهم، فإننا سنورد أهم تلك الوسائل التي نرى فعالية الاستفادة بها في عملية التعليم والتربية.

أولا: وسائل الإيضاح: تعتبر وسائل الإيضاح من أهم الوسائل المساعدة على عملية التعليم والتربية، وذلك لتفتيح مدارك المتعلمين، وتقريب المعاني إلى أذهانهم وإعانتهم على الفهم والاستيعاب، بالإضافة إلى تجنيب عملية التعلم الجمود والتعقيد والصعوبة. ولما كانت وسائل الإيضاح عديدة؛ فإنه يمكن تحسينها وتطويرها وابتكار وسائل جديدة على الدوام، تزيد من تيسير نقل المعلومات إلى المتعلم، ومساعدته على اكتساب المعارف والخبرات والتجارب والمهارات بشكل أشد وضوحا ورسوخا.

لتربية العقلية في الإســــلام..(28)

ولقد اهتمت السنة المطهرة اهتماما كبيرا بوسائل الإيضاح لفعاليتها في الشرح والتفسير وتقريب المعاني إلى الأذهان وإفهام المتعلمين وتنمية مداركهم، وزيادة قدراتهم على الاستيعاب والتحصيل. وقد استعمل الرسول صلى الله عليه وسلم الرسوم الإيضاحية والتقريبية بالخطوط على الأرض، لتقريب معنى ما يحيط بالإنسان من أمل وأجل وأعراض حسبما قدر له في الحياة، عن عبد الله قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، ثم خط وسطه خطا، ثم خط حوله خطوطا، وخط خطا خارجا من الخط، وقال: “هذا الإنسان، للخط الأوسط، وهذا الأجل محيط به، وهذه الأعراض للخطوط، فإذا أخطأه واحد نهشه الآخر، وهذا الأمل، للخط الخارج”[1].

كما استعمل عليه الصلاة والسلام القصص والأمثال والتشبيهات كوسائل إيضاحية، لمختلف الموضوعات والقضايا المتعلقة بأمور الدين والدنيا، التي كان يعلمها للمسلمين، وكان عليه الصلاة والسلام يراعي لكل موضوع أو قضية ما يناسبه من وسائل إيضاحية تشرحه وتفسره وتجلوه للأذهان. عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الثمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ريحها مر وطعمها مر”[2].

يتبع في العدد المقبل…

———————-

  1. الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي السمرقندي، السنن– ج: 2- ص: 304.
  2. صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، رقم الحديث 5020 – ج: 10-ص: 308-309 “وقد قال إنه حسن صحيح”.

أرسل تعليق