Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التربية العقلية في الإســــلام.. (15)

ولأهمية العلم والتعلم في الإسلام، نجد القرآن يتوعد العلماء بالعذاب والطرد من رحمة الله تعالى إن هم كتموه وبخلوا به على الناس،إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولائك لعنهم الله ويلعنهم اللاعنون” [البقرة، 158]، وفي هذه الفلسفة التربويةدعوة كل فرد من أن ينفق عمره متعلما أو معلما، وأن يعمل بما يتعلم، وأن يطابق سلوكه مع تعلمه، وأن يستزيد من العلم دون أن يشبع[1]، فالثورة على الجهل والتخلف ورواسب التقليد، لا تكون إلا بالعلم، والعقل بدون علم وتعليم لا فائدة منه.

ثالثا: عدم قبول عدوى بغير دليل مهما يكن قائلها، والدليل هو البرهان النظري في العقليات: “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين” [النمل، 66].

رابعا: لفت القرآن نظر الإنسان إلى قوانين الحياة ونواميس الكون، مؤكدا استمرارها بإتقان محكم، وتدبير حكيم: “قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الاَرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين[آل عمران، 137- 138].

التربية العقلية في الإســــلام.. (13)

خامسا : تشريع الأحكام للحفاظ على العقل: القرآن يعتبر العقل من المصالح الضرورية للإنسان ولتأمين هذه المصلحة الضرورية شرع أحكاما لحماية العقل، والحفاظ عليه، وأوجب على المسلم حمايته من كل ما يدخل عليه خللا في سيره واضطرابا في عمله، ومن التشريعات التي توضح ذلك تحريم شرب الخمر وتعاطي المخدرات أو المسكرات التي تزيل العقل وتلغي وجوده وتفقده الوعي والإدراك، وشرع العقوبة لمن يتناول هذه المشروبات الضارة، لأن الحفاظ على العقل مصلحة ضرورية ومقصودة للإنسان وإلا فقد أعز ما عنده.

ب. أهم وأبرز الطرق التي استعملها القرآن في تربية العقل

في إطار التربية العقلية يعمد القرآن إلى تصحيح تصورات العقل عن الألوهية والكون والحياة، فيبدأ رحلة مع العقل للكشف عن هذه الانحرافات، ويأخذ في نقضها واحدة تلو الأخرى، فيقرر وحدانية الإله بالنسبة للألوهية: “إنما الله إله واحد” [النساء، 170]، ويقرر تفرده بالملك: “قل اللهم مالك الملك” [آل عمران، 26]، وتفرده بالخلق: “هل من خالق غير الله” [فاطر، 3]، ويسوق القرآن أدلة كثيرة لإقناع العقل بحقيقة التوحيد: “لو كان فيهما ءَالِهة إلا لله لفسدتا” [الاَنبياء، 22]، وليس الإله الخالق شمسا ولا قمرا: “لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن” [فصلت، 36]، وليس الإله المالك المحيي المميت صنما ولا حجرا: “وإذ قال إبراهيم لأبيه ءَازر أتتخذ أصناما الهة إني أراك وقومك في ضلال مبين” [الاَنعام، 75].

يتبع في العدد المقبل

——————–

1. د. عبد الفتاح جلال، من الأصول التربوية في الإسلام، ص: 22.

أرسل تعليق