Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

استقامة الشباب

      الشباب مستقبل الأمة وأملها، بجهده المستنير تنهض وتتقدم، ومرحلة الشباب مرحلة البناء والبذل والعطاء، أرسى قدره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه”[رواه الطبراني بإسناد صحيح].

      واستقامة الشباب على الطاعة والفضيلة، مصدر البناء والأمل ولذلك لا نعجب أن يجعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الشاب الذي نشأ في طاعة الله، من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

      وإن أنجح الوسائل في تقويم الشباب القدوة الحسنة القائمة على الحب والرعاية، وذلك بالمواءمة بين القول والعمل، استجابة لتحذير الله عز وجل، من الدعاوى الجوفاء التي لا حقيقة لها، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” [سورة الصف، الآية: 3]. ويحذرنا الرسول عليه الصلاة والسلام من العاقبة الخطيرة لمن يدعي ما ليس فيه.

      ومما يدمر الشباب ما يصيبهم من فراغ عقلي وفراغ في الوقت، وذلك لتقصير الآباء والمربين، فلا يزودونهم بالعلم النافع، ولا يوجهونهم للقراءة الجادة، ولا يستثمرون طاقتهم ببذل الجهد، واستثمار الطاقات فيما يفيدهم وينهض بالمجتمع، والإسلام يعالج الفراغ بالأمر بالصلاة، روى الحاكم وأبو داوود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع”، ويعالجه كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتعلم الرماية والفروسية، فيقول عليه السلام: “ارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا”. وروى الطبراني والحاكم عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: “كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو أو لهو أو سهو إلا ربع خصال: “مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله وتعلمه السباحة” ومن القضايا في هذا المجال، توجيه وسائل الإعلام لتأكيد القيم الفاضلة، التي يدعو إليها الإسلام في قوله تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” [سورة الحجرات، الآية:13]، وفي قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” [سورة التوبة، الآية:119]، وقد حث الإسلام على حسن اختيار الأصدقاء قال تعالى: “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين” [سورة الزخرف، الآية:67]، وروى الترميذي عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أنه قال: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، وروى ابن عساكر عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: “إياك وقرين السوء فإنك به تعرف”، وضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، المثل في العلاج بالرفق.

جريدة ميثاق الرابطة، العدد 906 الخميس 25 ذو القعدة 1420هـ الموافق 2 مارس 2000م، السنة الثانية والثلاثون.

أرسل تعليق