Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

دعاء شعيب عليه السلام

قال تعالى: “قد افترينا على الله كذبا اِن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا اَفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين” [الاَعراف، 88].

سيقت الآية في مقام مقالي يعرض للحوار الذي جرى بين نبي الله شعيب، والملأ المستكبر من قومه. لقد هددوه كما هددوا الذين آمنوا معه بالنفي، وخيروهم بين النفي من القرية أو البقاء فيها مع شرط الارتداد عن دعوتهم، وهو مضمون قوله تعالى: “قال الملأ الذين اَستكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب واللذين ءَامنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كُنا كارهين” [الاَعراف، 87].

ولما كان الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان بالله تعالى افتراء عليه فقد عارض شعيب والذين آمنوا معه ذلك التهديد، وآثروا أن يخفضوا همتهم لله تعالى فأسلموا وجههم لربهم، وخضعوا لمشيئته، وأثنوا على سعة علمه. وهكذا اتجه كل من شعيب والذين آمنوا معه إلى الله تعالى بالتوكل الواثق أن يفصل بينهم وبين الملأ من قوهم المستكبرين بالحق لقوله تعالى: “وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا اَفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين” [الاَعراف، 88]. قال الزمخشري في ساق تفسيره لقوله تعالى: (وسع ربنا كل شيء علما) “هو عالم بكل شيء مما كان وما يكون، فهو يعلم أحوال عباده كيف تتحول، وقلوبهم كيف تتقلب، وكيف تقسو بعد الرقة، وتمرض بعد الصحة، وترجع إلى الكفر بعد الإيمان”[1].

لقد استجاب الله تعالى لدعائهم كما في قوله: “فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين” [الاَعراف، 90]، وفي قوله أيضا: “ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين ءَامنوا برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين” [هود، 94]، وفي قوله أيضافكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم” [الشعراء، 189].

——————————————

1. الزمخشري، الكشاف، ج: 2، ص: 473.

التعليقات

  1. الراضية

    حفظك الله استاذي الجليل و أجزل الله مثوبتك وجعل في عليين درجتك ومع الصالحين والصديقين منزلتك.

أرسل تعليق