Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

وارثات علم النبوة.

 العلم هو  ميراث النبوة، وحمل هذا العلم  وإذاعته في الناس، هو من قبيل عمل الأنبياء والمرسلين، قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- :”إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر”[1].

 فقد احتفظ لنا التاريخ الإسلامي بأعلام كبيرة لصحابة أجلاء حملوا إرث النبوة وبلغوه للعالمين، كما لم تغفل كتب التاريخ  ذكر أسماء عظيمة لصحابيات جليلات تشرفن بفضل صحبة النبي – صلى الله عليه و سلم-  ونهلن من مشكاة النبوة، فحرصن على تلقي علم  النبوة، وسمعن حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم-، وعملن على روايته ونشره.

 فمن الوارثات لعلم النبي – صلى الله عليه وسلم– زوجاته أمهات المؤمنين وأهل بيته الطاهرين الطيبين،  قال الله عز وجل مخاطبا لهن:(واذكرن ما يتلى في بيوتكن من اَيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) [سورة الأحزاب/ الآية :34].

وأخرج ابن سعد في طبقاته عن محمود بن لبيد قال: “كان أزواج النبي – صلى الله عليه و سلم – يحفظن من حديث النبي –صلى الله عليه وسلم– كثيرا ولا مثلا لعائشة وأم سلمة –رضي الله عنهما– “[2].

فعائشة بنت أبي بكر الصديق –رضي الله عنها– من أمهات المؤمنين، كانت تعد من المكثرات في الرواية عن النبي – صلى الله عليه و سلم – ومن المجتهدات العالمات، فقد تربت في بيت النبوة وتأدبت بأدبها، ونهلت من علمها، واستنارت بنورها.

 فعن أبي موسى قال:”ما أشكل علينا أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم– حديث قط فسألناه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما”[3].

 كانت ـ رضي الله عنهاـ حريصة على حفظ حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفهم معانيه وإدراك مقاصده، مما جعلها – رضي الله عنها- مرجعا غنيا للمؤمنين والمؤمنات في معرفة أحكام الدين، و مبادئه.

 قال الإمام الزهري:”لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.”

 فمن أمهات المؤمنين الوارثات لعلم النبوة، نجد أم سلمة هند بنت أبي أمية ـ رضي الله عنهاـ، كانت عاقلة لبيبة حسنة الرأي والفهم، تلقت العلم عن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وسمعت حديثه الشريف، فحفظت لنا إرثا عظيما، كانت ـ رضي الله عنهاـ  ممن  يرجع إليها في الأحكام والفتاوى، خاصة ما يتعلق بفقه المرأة المسلمة، قال الإمام الذهبي عنها:” وكانت تعد من فقهاء الصحابيات”[4].

ومن مناقبها العظيمة –رضي الله عنها– أنها رأت جبريل –عليه السلام– ، فعن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال :”أنبئت أن جبريل ـ عليه السلام ـ أتى نبي الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وعنده أم سلمة، قال فجعل يتحدث ثم قام، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لأم سلمة ” من هذا ؟” أو كما قال، قالت: هذا دحية، قال: فقالت أم سلمة: ايم الله ! ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يخبر خبرنا، أو كما قال”[5].

——–
1. جزء من حديث أخرجه: الإمام أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، والترمذي في الجامع: كتاب العلم، باب فضل العلم على العبادة، وابن ماجة في سننه، كتاب المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم.
2. ابن سعد، “الطبقات”، 4/ 189.
3. جامع الترمذي، كتاب المناقب، باب من فضل عائشة –رضي الله عنها – حديث 3883.
4. الذهبي، “سير أعلام النبلاء”، 2/ 203.
5. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه  كتاب، فضائل الصحابة، باب فضائل أم سلمة أم المؤمنين  حديث 2451.

التعليقات

  1. أحمد

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    في الحقيقة إنه موضوع شيق ومهم جدا وخاصة في يومنا هذا الذي أصبح فيه العلم في الدول الإسلامية في عداد الأشياء الغير مرغوب فيها، فأصبحنا نرى الإنسان العربي بدل أن يبدل قصارى جهده في حفظ كتاب الله وما ورد في السنة من أحاديث، وما ورد في كتب العلاماء العرب من علوم مفيدة؛ فإننا وياللأسف نراه منهمكا في حفظ الأغاني الماجنة الساقطة التي تفسد الدوق والأخلاق…
    كما نراه منهمكا في تتبع أغبار المغنيين والممثلين إلى درجة أن المغني والممثل أصبح في الدول العربية يتبوء مكانة أفضل من الفقيه أو العالم .فمرة أخرى فإنني أجه لكم الدعوة للمزيد من نشر مثل هده المواضيع المفيدة التي تذكرنا بالسلف الصالح وعلاته بالعلم وحب المعرفة.

    وفي الختام، فإنني أود التعرف أكثر على الأخت بشرى غرساوي تعرفا خالصا لوجه الله تعالى، ولسيما وأنها تحمل نفس الإسم العائلي الذي أحمله

  2. أحمد الساقي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    شكرا للدكتورة بشرى غرساوي على تناولها القيم لمواضيع أسرة ومجتمع، ونرجو من الأستاذة الكريمة أن تتناول قضايا تتعلق بالشباب والطفل.
    وشكرا

أرسل تعليق