Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

منارات من تاريخ المغرب…(10)

   بعد ما توسم موسى بن نصير في أهل المغرب صدق العزيمة، ورباطة الجأش، ونبل المقاصد، عزم على مواصلة الفتوحات في جنوب بلاد الغال حتى يصل إلى القسطنطينية عبر إيطاليا وبلاد الصرب والترك واليونان ودمشق، ويجعل من البحر الأبيض المتوسط بحيرة عربية بعد أن كانت رومانية وإغريقية، ولكن موسى بن نصير أمر بوقف زحفه والعودة إلى دار الخلافة بدمشق. وكان القدر يحمل له ما لم يكن مقدرا في الحسبان.

وقد أصبح فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد الأمازيغي عند شعراء المغرب والمشرق من دواعي إيقاد الحمية الوطنية لاسترجاع العزة والكرامة، كنداء الشاعر إبراهيم طوقان لأهل المغرب كلما حلت نكبة من النكبات في الأمة العربية:

فتـــيـــــة المــــغرب هـــــيا لــلــــجهاد          نحــــن أولــــى النـــــاس بالأنــــــدلس

نحــن أبطـــــــال فــــتـاهــــا ابـــن زيـاد          ولـــها نــــرخص غــــالـــي الأنــــــفـس

وكقول الشاعر المراكشي أحمد شوقي الدكالي في غمرة ثورة الملك والشعب:

أتنسى فرنســـــا خيـــــالنا بتـــــــرابها          وأسيافنـا من فوق رؤوســها تجـــــــري

أتنسى فرنســــــا طارقا بجـــــيـــوشه          وتنسى أسودا ساقت الخيل في البحرالخطاب الشرعي والقواعد النسقية للتأويل.. (22)

ويقول الشاعر محمد البوعناني باسم الصحراء المغربية:

صحراؤنا تتحـــــدى: ليــــس يقـــــتلني          موت ولو دفنــوا في القــــبر ما دفـــــنوا

أنا سليـــــل الذين أمــــتد شــــاطـئهم          وصاح طارقهــــم أن تحــــرق الســــفن

وحتى في شعر الغزل نجد طارق بن زياد حاضرا بثقله كقول الشاعر السوري شاعر المرأة نزار قباني لما التقى بفتاة غرناطية عند زيارته لمدينة غرناطة:

وجـــــه دمشــــقي رأيــــت خـــــــلاله          أجفـــــان بلقيـــــس وجـــــيد ســـــعاد

عانــــــقت فيــــها عـــندما ودعتـــــــها          رجـــــلا يســــمى طـــارق بـــــــن زياد

وكانت نهاية البطل الأمازيغي نهاية غامضة، وأصبح وظل رمزا للشجاعة والبطولة، ونموذجا مثاليا من نماذج التضحية والفداء، وسجل التاريخ أنه “كان مجموعة رجال في رجل واحد…”..

يتبع في العدد المقبل..

أرسل تعليق