Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

مفهوم المحبة في القرآن الكريم

أصل المحبة في اللغة اللزوم والثبات، ومنه المُحِبّ: البعير الذي يحسر فيلزم مكانه، وقيل أصلها: اللباب والأصل ومنه الحُبَّة وهي لباب الشيء وأصله. وقد فسر البعض المحبة بالإرادة، ورده الراغب مؤكدا أن المحبة أبلغ من الإرادة وأعم.

والمحبة في القرآن الكريم ترد في مواضع كثيرة، يمكن أن نميز فيها بين أنواع من الحب:

–    حب الله عز وجل للعبد.
–    حب العبد لله عز وجل.
–    حب الإنسان لما سوى الله عز وجل.

أما حب الله للعبد فيأتي فعلا لله عز وجل مثبتا تارة ومنفيا تارة، متعلقا بفئات من العباد، أو بأنواع من الفعال والصفات. ففي صيغة الإثبات، نجد أن الله -عز وجل- يحب المحسنين: “الَذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [سورة ال عمران/ الآية: 134]،
ويحب المتقين: “بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ” [سورة ال عمران/ الآية: 76].

ويحب التوابين والمتطهرين: “ وَيَسْئلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَاتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” [سورة البقرة/ الآية: 220] .

ويحب المقسطين: “وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” [سورة المائدة/ الآية: 44].
ويحب الصابرين: “وَكَأَيِّن مِّن نَّبِي قتل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” [سورة ال عمران/ الآية: 146].

ويحب المتوكلين: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الامْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” [سورة ال عمران/ الآية: 159].

وفي المقابل نجد في صيغة النفي أن الله عز وجل لا يحب الكافرين: “قُلْ اَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ” [سورة ال عمران/ الآية: 32].

ولا يحب المعتدين: “يَأَيُّهَا الَّذِينَ اَمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” [سورة المائدة/ الآية : 89].

ولا يحب الظالمين: “وَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَنُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [سورة ال عمران/ الآية: 56]).

ولا يحب المسرفين: “كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَءاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حِصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” [سورة الانعام/ الآية:142].

ولا يحب الخائنين: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ اِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء اِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ” [الانفال: 59].

ولا يحب المستكبرين: “لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ” [سورة النحل/ الآية: 23].

ولا يحب الفرحين: “إِِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ اَِّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ” [سورة القصص/ الآية: 76].

ولا يحب أيضا الخوان الأثيم والفخور المختال:”وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً اََثِيما” [سورة النساء/ سورة: 106]، “وَلَا تُصَاعرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً اِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” [سورة لقمان/ الآية: 17].

وفي كل هذه الموارد وغيرها، وسواء في ذكر ما يحبه الله عز وجل أو ما لا يحبه، لا يستعمل الصيغة المصدرية الدالة على الثبات بل يستعمل صيغة اسم الفاعل التي يتلبس فيها الفعل بالإنسان، وتلتصق الصفة به محمودة كانت أم مذمومة، إلا في موضعين ذكر فيهما الاسم: أحدهما يتعلق بالفساد: “وإذا تولى سَعَى فِي اللاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ” [سورة البقرة/ الآية: 203] ويتعلق الثاني بالجهر بالسوء: ” لا يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً” [سورة النساء/ الآية: 147].

والمتأمل في هذه الفعال المحبوبة: (الإحسان، التقوى، التوبة، التطهر، الصبر، التوكل، القسط)، يجد أنها تجمع أهم ما يحمد في الإنسان الاتصاف به، وما يجعله محبوبا مقبولا عند الله وعند الناس، وفي المقابل تمثل الصفات غير المحبوبة: (الكفر، الظلم، العدوان، الخيانة، الإسراف، الاستكبار) أنموذجا لكل ما تنفر منه النفس وتأباه الفطر السليمة.

وقد وقف بعض العلماء عند معني حب الله تعالى للعبد، وحاولوا تفسير هذا الحب بما يليق بجلال ذاته عز وجل وما تقضيه من تنزيه، ففسروه بالإنعام، وهو معنى تأباه سياقات الآيات.

 أما حب العبد لله عز وجل، فهو من مقتضيات الإيمان: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالذِينَ ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ” [سورة البقرة/ الآية : 164]، بل إنه من موجبات أعلى درجات الإيمان: جاء في الحديث لصحيح الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).

لكن حب العبد لله عز وجل ليس مجرد شعور قلبي يلهج به اللسان، ولا مجرد كلمات يتفنن في نظمها، وقديما ادعى اليهود والنصارى أنهم أحباء الله فرد الله عليهم: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم” [المائدة: 20]. ولذلك وقطعا لكل ادعاء كاذب لحب الله جاءت القاعدة الربانية: “قُلْ ان كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ” [سورة ال عمران/ الآية: 31].

إن حب الله ليس بالأمر الهين الذي يسهل ادعاؤه إذن؛ لأنه  حب يقتضي أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد من كل شيء: “قُلْ ان كَانَ ءاَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَاتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ” [سورة التوبة/ الآية: 24].

وقد جمعت آية كريمة بين حب العبد وحب الله، وحددت صفات من يحبون الله ويحبهم: “ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ مَن يَرْتَددَ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَاتي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُومِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُوتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )[سورة المائدة/ الآية: 56].

فهل بعد هذا البيان من مدع لحب الله دون دليل؟

(يتبع في العدد المقبل إن شاء الله)

التعليقات

  1. سعيد الكرواني

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
    أما بعد طيب التحية، فقد قرأت مقال مفهوم المحبة في القرآن الكريم. للباحثة المقتدرة فريدة زمرد.
    وأشكر لرئيسة التحرير إمدادي بالجزء الأول، ذلك بأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وتصوره فرع عن وجود كما قال المنطقيون بحق.
    أما الداعي إلى كتابة هذه الأسطر فمعرفتنا بكاتبة المقال الأستاذة زمرد التي عودتنا تحليلا رصينا وكتابة جادة، من أجل ذلك أردنا أن نستزيد من هذا المعين الثر والثري في الآن نفسه.
    وقد استفدنا فعلا من خلال تتبعنا لهذا الطرح، ولكن هذا لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات التي لا نقصد من خلالها إلا المزيد من التحليل والإطلاع.
    1ـ وددنا لو لم تختصر الباحثة الموضوع اختصارا، مع العلم أن الصحيفة قد لا تحتمل، فتكون مانعا، ولكن بالإمكان أن تضاف حلقات وأجزاء أخرى لإغناء الموضوع بما يستحق.
    2ـ يا حبذا، والأستاذة خبيرة بالمجال، لو اعتمدت الدراسة المصطلحية، وقد أثرتنا بأطروحتها القيمة حول مفهوم التأويل.
    3ـ ألا يكون من الأفضل أن تعالج هذا المفهوم الأصيل والغني من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية معا بما أنها البيان؟
    4ـ لا شك أن اتباع منهجية التعريف فالصفات والضمائم والعلاقات ثم القضايا ـ كما تعلم الأستاذة ـ أجدى وأنفع؟
    وفقك الله تعالى للمزيد من الاشتغال بالمنهج ذاته لكن بمصدرية أوسع، ودراسة أعمق، والله المستعان.
    أرجو أن لا أكون قد بالغت. مع التحية والدعاء.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته.

    طالب العلم الفقير إلى رحمة مولاه الغني سعيد الكرواني بن داود الحسناوي.

  2. أحمد ديدي

    المحبة المطلوبة شرعا والتي يثاب عليها المؤمن، هي محبة الله ورسوله ومحبة جميع المؤمنين، ولاسيما الصالحون منهم، لأنه من أحب قوما حشر معهم.
    والعبد إذا أحب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ابتعد عن المنهيات، وسارع إلى المأمورات والخيرات، بل تفنى في كل ما يرضي الله ورسوله فيِؤثر ما يرضيهما على كل شيء حتى على حظ نفسه، ومحبة المؤمنين بعضهم لبعض تجعلهم رفقاء في الجنة، يتمتعون بالزيارات والرؤية والمجالسة.
    ومحبة الصالحين وزيارتهم ومجالستهم غنيمة عظمى، لأنهم منبع الخير والسعادة.
    والمحبة والبغض بين الناس من تلاؤم الأرواح وعدمه حتى قيل: [ إن الطيور على أشكالها تقع].
    وبالمناسبة فإن صاحبة الفضيلة الأستاذة الدكتورة زمردة وفقت لموضوع المحبة أي محبة الله عز وجل لعباده، ومحبة العباد لله عز وجل.
    ومن المعلوم أن محبة الله لعبده رضاه عنه وهدايته له وعنايته به وإنعامه عليه بمحبة الناس له في الدنيا ورفيع الدرجات في الآخرة والله لا يحب أعداءه وبغضه لهم سخطه عليهم وكراهة الخلق لهم في الدنيا وشدة عقابه لهم في الآخرة.
    والمتحابون في ظل العرش يوم القيامة، وفي كنف الله ورعايته، وفي مقامات التكريم على منابر من النور.
    وكل ما زادت محبة العبد لله ورسوله ولجماعة المؤمنين فنى العبد عن نفسه وشهواتها وعن الدنيا وشهواتها فاستنار باطنه وأشرق ظاهره وصار عبدا ربانيا في كل أحواله يسبح في آيات الله تارة ويغوص في لجج الملكوت تارة أخرى وهو حاضر مع الله شاهد لجلال الله غريق في جمال الله، لا يغيب قلبه ولا يغفل لبه وعقله.
    نسأل الله أن يصل بنا جميعا إلى ميدانه، وأن يلبسنا من لباسه وأن يذيقنا من كأسه آمين والحمد لله رب العالمين

  3. نوال الزاكي

    من مرفأ الحب لله وفي الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلّم وكل ما يتعلق بأسس الإيمان والتوحيد من حب القرآن والأنبياء والصالحين، سيكون الإبحار نحو الحبّ الأسري الذي لا جدال في حلّه مثل ذلك الذي بين الأزواج وبين الآباء والأبناء وحبّ الوالدين والإخوة وحب أولئك الذين تربطهم صلة الرحم، فحبّ الرسول (صلى الله عليه وسلّم) لبناته كان مثالاً حيّاً لمعين الحبّ الذي لا ينضب والذي غرسه الله في النفس البشرية بما فيها نفس رسول الأمّة لتكون خير نموذج واقعي للحبّ. فلم يؤثر قطّ أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام حزن لميلاد أيّ واحدة من بناته فها هو يفرح ويستبشر بميلاد ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتوسّم فيها البركة واليمن فسمّاها فاطمة ولقّبها بالزهراء وكانت كنيتها أمّ أبيها.
    القرآن الكريم هو المصدر الأول للثقافة الإسلامية، وعلى أساسه ربى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الذين قاموا بأكبر انقلاب في تاريخ البشرية حيث أخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وربوا الناس على الأخلاق الإسلامية…
    وردت كلمة الحب في القرآن الكريم (88) مرة، لم يرد فيها الحب الخاص بالصلة بين الرجل والمرأة إلا مرة واحدة وذلك في قوله تعالى في سورة يوسف:
    " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين" [سورة يوسف/ الآية: 30].
    أما ماعدا ذلك فقد ذكر القرآن الكريم الذين يحبهم الله والذين لا يحبهم، ونحو ذلك من المعاني التي تبني المجتمعات البناء السليم، وتحقق وظيفة الإنسان على الأرض – فالذين يحبهم الله تعالى هم الذين يطيعونه، ويسيرونه على منهاجه، والذين لا يحبهم هم الذين لا يسيرون على طريق الاستقامة فيؤثرون تأثيراً سلبياً في هذه الحياة .
    ومن آيات القرآن الكريم :
    . " إن الله يحب المحسنين" [سورة البقرة/ الآية: 195]و[والله يحب الصابرين] و [ سورة ال عمران/ الآية:46].
    . "إن الله يحب المتوكلين" [سورة ال عمران: 159 الآية].
    . "والله يحب المطهرين" [سورة التوبة/ الآية: 108].
    ." إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً" [سورة الصف/ الآية: 4].

    المؤمن يحب الله تعالى

    الحب لله تعالى هو حب الطاعة والانقياد لكل ما جاء بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، والالتزام بمنهج الله تعالى، والسير على رضاه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    [ لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به] (رواه الطبراني والبيهقي)، ويقول الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) [سورة البقرة/ الآية: 165].
    وقد طلب الله تعالى من نبيه أن يقول للمؤمنين " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" [سورة ال عمران/ الآية: 31].
    وبعض المسلمين يظنون أن مجرد أداء الشعائر بدون الالتزام الكامل بمنهج الله تعالى هو مقياس الحب لله تعالى، وقد تنبهت لذلك رابعة العدوية فقالت :

    تعصي الإله وأنت تظهر حبه
    هذا لعمري في الفعال بديع

    لو كان حبك صادقاً لأطعته
    إن المحب لمن يحب مطيعٌ

أرسل تعليق