Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

سر الحياة.. التفاؤل

      يزخر القرآن الكريم بآيات عديدة تدعو المسلم إلى التفاؤل والفرح والأمل، كما أننا نجد نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل، ويحث على الابتعاد عن الحزن والهم والغم.. فقد اهتم ديننا الحنيف بالصحة النفسية لأنها لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وهذا ما توصل إليه علماء النفس في السنوات الأخيرة.

      إن التفاؤل يساعد الفرد على التغلب على الإكراهات والضغوط التي تقف عثرة أمام مسيرته نحو بناء مستقبله وبالتالي مستقبل مجتمعه. كل الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت في هذا الصدد تؤكد أن التفاؤل له عدة إيجابيات: كتقدير الذات، والتغيير الإيجابي للمواقف، وسرعة الشفاء من الأسقام، وتجنب الإصابة ببعض الأمراض.. في حين أن التشاؤم يؤدي إلى عدة اضطرابات نفسية كالاكتئاب واليأس والوجدان السلبي، والفشل في حل المشاكل، والنظرة السلبية إلى صدمات الحياة، والشعور بالوحدة، وارتفاع نسبة الإصابة ببعض الأمراض العضوية..

      إن المؤمن يستبشر على الدوام بحسن الآخرة التي وعدنا بها مولانا الكريم، فالفرح الأكبر هو فرح يوم لقاءه عز وجل، قال الله سبحانه وتعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا ‏يَجْمَعُونَ” [يونس، 58]، لذلك يتضاءل أمامه حجم المشاكل وتهون عليه الأحزان قال الله عز وجل “الَدِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” [البقرة، 155-156].

      من فوائد التفاؤل..

      •  الحفاظ على الصحة الجسدية، أجريت دراسة على 100 من خريجي جامعة “هارفارد” فتوصلوا في النتيجة إلى أن الذين كانوا متشائمين في مرحلة شبابهم، كانوا بعد 20-30 سنة أسوأ من الناحية الصحية من المتفائلين؛

      •  حياة أطول: لاحظ الباحثون أن الذين يتحلون بشخصية متفائلة هم أطول أعمارا من غيرهم لمدة 7-7,5 عاما؛

      •  القدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرار المناسب؛

      •  نجاح العلاقات الاجتماعية وسرعة التأقلم مع الوسط المحيط بالفرد.

      يعد الإيمان بالله عز وجل أهم منبع للشعور بالتفاؤل والرضا والسعادة التي توفر أرضا خصبة للصحة النفسية، كما أنه يغرس خلق الصبر والشجاعة والقدرة على التحمل والحب والتضحية وغيرها من الشمائل والقيم المحمدية التي تقوي العلاقات الاجتماعية. فالإيمان بالله قوة روحية تبعث على الإحساس بالراحة والاطمئنان قال مولانا الكريم: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الاَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كثيراً” [الاَحزاب، 21].

      المراجع:

  1. عبد الدائم الكحيل، التفاؤل والصحة، الإعجاز العلمي، العدد 33، جمادى الآخرة، 1430هـ.

  2. مصطفى كويلو، التدين والصحة النفسية، حراء، السنة الرابعة، العدد 14، 2009م.

التعليقات

  1. نوال

    كل كلمة اليوم بدأت تحيي ماضيا فينا فهناك كلمات بتنا ننساها ونريد كل شيء بيدنا ونسينا بأن الدنيا ليست ملكا لنا، وبات البعض يفكر بأن يشتري كل شيء، ويظن أنه خالد في دنياه، ونسي بأن هناك قواعد يجب إتباعها من أجل شراء الآخرة.
    إنّ من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وفي صحاح الأخبار دليل صدق على هذا، إذ كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ويوم مهاجره إلى المدينة فراراً بدينه وبحثاً عن موطئ قدم لدعوته نجده يبشر عدواً يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسوار مَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دين حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.
    إن واقع أمة الإسلام اليوم، وما هي فيه من محن ورزايا، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل، تلك الصفة التي تعيد الهمة لأصحابها، وتضيء الطريق لأهلها..
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

أرسل تعليق