Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

تنامي حركات التطرف الديني والطائفي في المنطقة، جرد أولي للأسباب، ومقترحات للتجاوز.. (6)

3. ورش تقريبي

لعل من آكد العوامل والأسباب التي حَدَّت من فعالية وجدوى منظوماتنا التربوية في المنطقة، غياب الممارسة التقريبية، أولا على مستوى النظر، وثانيا على مستوى التطبيق والتنزيل والعمل[1].

إن التقريب لا يوجد بشكل كاف في مناهجنا وبرامجنا التربوية والإعلامية، وسبب ذلك الأبرز، هو ضعف القدرة التواصلية والتفاعلية – بين المرسل والمتلقي في المجال التربوي–وهو الأمر الذي يتحول معه التقريب، إلى ممارسة لا تتجاوز التبسيط السطحي والقشوري لمعارف محددة، ثُم استهلاكها فاجترارها، وهي ممارسة لا شك تدلف بالتقريب نحو حدود التمييع، وتتأرجح بمضامينه بين التهوين والتعويم، وتحصر مقاصده في جوانب من المدارسة، إن وجدت، دون استحضار الممارسة، مما يستوجب الاستدراك الناجز.

إن التقريب المنهاجي والبنَّاء، إذا لم يتغلغل في الأنساق المعرفية، فلن تكون إلا أنساقا مغلقة لا ينفذ إلى طواياها سوى نخبة من الناس، وإذا أردنا لهذه الأنساق أن تكون مفتوحة، قابلة للتَّفَهُّم، والاستيعاب، والإعمال، وكذا تقبل التطوير والنماء في مسلماتها ونتائجها، وتستجيب لتطلّبات الواقع، فلابد من استئناف الممارسة التقريبية بشروطها، في مناهجنا ومنظوماتنا التربوية؛ إبداعا وابتكارا، نظرا وعملا، استعمالا واستكمالا، حالا ومآلا، وسيلة ومقصدا..

يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..

—————————————————-

1. وَجَب هنا استحضار أن المنظومات التربوية اليوم، لم يبق مجال بلورتها وإعمالها، منحصراً داخل جدران “المدرسة”، وإنما اتسع هذا المجال ليعُمَّ كافة أرجاء وقطاعات مجتمعاتنا، التي بات يحتوش أفرادها، الدفقُ المعلوماتي الأثيري، حيثما حلُّوا وارتحلوا.. فقد لَفَّت الشبكة التي تسري فيها بلايين المعطيات والمعلومات كوكبنا.

أرسل تعليق