Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

بسماحة الإسلام نسترد نقاوة فطرة الإنسان

الإسلام الدين الحنيف أرسى القواعد الأساسية الصالحة لكل زمان ومكان، لبناء مجتمع إنساني سوي، وعقيدة التوحيد تستجمع في عقل الإنسان ونفسه مشاعر الولاء والخضوع، وتقوده إلى عبودية الواحد الأحد الذي: “ليس كمثله شيء” [الشورى، 9]، لانتشال الإنسانية من الضياع ومن مطبة الشقاء، وفوق ذلك فالإسلام برحابة صدر رجاله يتعاظم في مواجهة جسام الأمور؛ لأنه خير من يتميز ببناء الشخصية الإنسانية المتكاملة.

والعاقل هو الذي يحرص كل الحرص على توطيد صلات الود والإخاء الإنساني، وتبادل المنافع التي تقوي هذه الصلات، وتعمل دائما على إعلاء قدر الإنسان ومكانته، لتظل سماء الإنسانية مفتوحة أمام الأفكار البناءة، من أجل أن يكون الإنسان مستحقا للحياة، والعقل المتجدد هو الذي يوفر لنا القدرة على الحكم الصحيح السليم، ويمكن العقلاء الحكماء من ممارسة قوة الإرادة بصورة ترتضيها أذواق الجميع؛ والصفوة المختارة تسعى للتقريب بين الإنسان وأخيه الإنسان..

إن دعوتنا إلى الاحترام المتبادل بين المسلمين وغير المسلمين، ومراعاة مشاعر الآخرين شرط كما يقول المناطقة، فينبغي أن نختار مساهمة كبيرة في رفد المعارف الإنسانية بمعين الإسلام الذي لا ينضب، وأداء دور بالغ الأهمية في الانعتاق الروحي لملايين الناس على نطاق العالم كله؛ لأن عمل المسلمين إلى يوم الناس لا يزال غير واضح المعالم بشكل تام، والكشف عن نقاط الالتقاء والمتوازيات، وعن السمات التي تميز بين المسلمين وغير المسلمين في إطار الاحترام، والانجذاب إلى مختلف أشكال الكمال البشري، والمساهمة في تبديد أوهام عششت في عقول الناس حتى يسهل الالتقاء بين المتصارمين أو تصحيح هذا الالتقاء، ليُقدر بعضهم البعض إنسانية الآخر بما يكن من الإجلال والتقدير.

بسماحة الإسلام نسترد نقاوة فطرة الإنسان

إن اتساع الهوة بين ما هو إنساني وكل ما هو غير إنساني، مرآة للأحداث والمتغيرات الهامة التي تعصف بالبشرية العاجزة عن القيام بأي دور، وبما يدين هذه الحياة المفعمة بالأنانية والكلمات الجوفاء والأفكار الهابطة، حيث لم يبق من الأخلاق ومشاعر الواجب والالتزامات سوى الشكل والقشور، واتساع الهوة بين أقوال الناس وأفعالهم كما أن العالم اليوم يحتاج في مستقبل أيامه لنوعية من التجديد الروحي المتواصل لأن أغلب الناس قد تحجروا روحيا، وصاروا أكثر جفافا واغترابا، وتكرارا لما هو معروف سابقا بل وانطواءً إلى الوراء، كما أن وطريق النجاة من أهوال العولمة الزاحفة إنما يكمن في العودة إلى نمط الحياة الإنسانية المتكامل، التي أتى بها الإسلام، وهذه مهمة لا يقوم بها إلا أولوا العزم من الراسخين في العلم، ممن ذاع صيتهم في الآفاق، وتصدروا للإفادة ليقصوا على الناس من علمهم وذكائهم وخلقهم، من الذين إذا ذكرت أسماؤهم جاءت مقرونة بالتبجيل والإكبار، المقدمون في الدراية والمثل السائر والمعنى النادر والحكمة والأدب، والقول الفصل والمنطق الجزل السديد والشرح والتحليل والتقريب إلى الذوق الإنساني المعاصر، وعرض أفكارهم بالتمثل الذي يقرب المعنى ويرد الشبهة ويجليها، وإدراج ذلك ضمن الخواطر القيمة الصحيحة بمنهج الله الواثق بما يقول المطمئن إلى تأييد ربه المؤمن بما يقول ويفعل مع توخي سر الجمال في التعبير، وأن يكون المتفرغ لهذا الشأن جوابة أقطار وحلف أسفار، مدركا لواجبه وفاهما متعمقا لمادته قال تعالى: “يا ايها الذين ءَامنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونو أماناتكم وأنتم تعلمون” [الأنفال، 27].

وهذه الأمواج البشرية المنتشرة في أرض الله هائمة، فمن يأخذ بيدها تقديرا للأمانة، وتمسكا بالشرف والفضيلة وإكراما لإنسانية الإنسان، إنه لا يقبل أن تبقى مجموعات بشرية كبيرة تقبع في سراديب الأوهام حرصا على الأخلاق والدين، والدلالة على عبادة الخالق العظيم، والرؤية المتأنية الواعية كفيلة بكشف الرغوة العائمة الخادعة والله تعالى يقول: “وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون” [النحل، 44].

والله المستعان الهادي إلى سواء السبيل..

أرسل تعليق