Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الأسرة ودورها في بناء شخصية أطفالنا… (2)

تنشئة الأطفال على الصلاح

من الحقوق التي ضمنها الإسلام للطفل أن ينشأ على الصلاح وهو ما يعني ضرورة تنشئة الطفل تنشئة دينية إسلامية، فوجب على الآباء أن يعلموا أبناءهم العبادات على اختلافها، ويجنبوهم المعاصي والرذائل، فيتكون لديهم حس التمييز بين الحلال والحرام، وبين الصدق والكذب، وبين العمل الصالح والعمل الطالح، فلكي يستطيع الشباب مقاومة تيار الشهوات الذي اجتاح عددا كبيرا من الفتية اليوم كان لزاما على الأسرة زرع مبادئ التقوى والخوف من الله منذ الصغر وتنشئة أطفالها على التحلي بالأخلاق الفاضلة، وتجنب الأخلاق الرذيلة، وحب القيام بالعبادات واجباتها ونوافلها.

خلق روح التعاون والتكامل لدى الطفل

الإنسان اجتماعي بطبعه، لذلك فإنه دائما في حاجة إلى أخيه الإنسان، وبالتالي وجب عليه أن يتصف بروح الجماعة وبكل ما يحتمه عليه طبعه الاجتماعي من تعاون وإخاء ومودة، وإن ديننا الحنيف وضح هذا الأمر في كثير من المواضع، ومن ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه: “مثل المومنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ومن ذلك أيضا ما ورد عن ابن خلدون أنه قال: “الإنسان مدني بالطبع أي لابد له من الاجتماع[1]،من هنا تتبين ضرورة تربية الأطفال على التعاون والتناصر وعلى مبدأ تحقيق المنفعة للجميع، ومما يعين على زرع مثل هذه القيم في نفوس الناشئين حثهم على القيام بأي عمل تتحقق به مصلحة العموم، كأن يتعاونوا فيما بينهم في إصلاح الحي الذي يعيشون فيه من خلال ما يأتي[2]:

الأسرة ودورها في بناء شخصية أطفالنا... (2)

القيام بأعمال تصون المرافق العامة وتحفظ دوام أدائها لوظيفتها؛

تنظيف وتنظيم هذه المرافق بتعاون بين أطفال الحي فتظهر جميلة نظيفة سارة للناظرين؛

التعاون بين الناشئين في حماية هذه المرافق العامة من عبث العابثين..

وإن بمثل هذه الأساليب يتعلم الطفل كيف يعيش في مجتمعه بشكل متعاون فينفع وينتفع.

توجيه الأطفال إلى توظيف طاقاتهم

 إن دور المناخ الأسري في تنمية قدرات الطفل وتوظيف طاقاته مهم جدا، حيث يحقق هذا المناخ أهم مطالب التوازن النفسي والاجتماعي؛ وبذلك يتعلم الطفل مبادئ التفاعل الاجتماعي، والمشاركة في الحياة اليومية، وبما أن الأسرة هي التي تلعب دور الوساطة بين الطفل وبين ما يسود في المجتمع فإنها هي من يستطيع أن يتابع هواياته ويتسلق ميولاته داخل المنزل وخارجه، ويوجه طاقاته ويرشده إلى الكيفية التي يستثمر بها، وهي كذلك التي تقوم بمناقشته في كثير من الموضوعات التي تهمه؛ حيث تشجعه على الإبداع والإطلاع والابتكار، فكل هذه الممارسات تساهم بشكل إيجابي في توظيف طاقات الطفل بشكل صحيح وفعال.

وفيما يلي مجموعة من الخطوات لتنمية وتشجيع وإعداد الظروف الميسرة لتوظيف الطاقات وإخراجها من حيز المكنون إلى حيز الوجود لدى أبنائنا[3]:

1. وضع خطة عمل للأطفال تملأ فراغ أوقاتهم؛

2. تدريبهم على التعامل بتعقل وحكمة وعلى أن يدفعوا بالتي هي أحسن؛ ليساعدهم ذلك على حل أي مشكلة تعترضهم؛

3. حسن استثمار طاقات الأطفال وتوظيف إمكاناتهم المختلفة؛

4. محاولة صقل مهاراتهم واستعداداتهم، وتوجيه ميولهم نحو ما فيه خيرهم وخير أمتهم؛

5. الاجتهاد في توجيه أقوال الأطفال وأفعالهم نحو الصواب..

يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..

————————————–

1. مقدمة ابن خلدون تحقيق حامد أحمد الطاهر دار الفجر للتراث القاهرة، ط: 1- 1425هـ- 2004م ص: 65.

2. ينظر تربية الناشئ المسلم للدكتور علي عبد الحليم محمود ط: 1-1412-1992 دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع. ص: 434.

3. ينظر تربية الناشئ المسلم، ص: 369-370.

أرسل تعليق