Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الأسرة ودورها في بناء شخصية أطفالنا… (1)

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه: “أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم فإن أولادكم هدية إليكم“، وعلى آله وصحبه.

من المعلوم أن الأطفال هم بهجة الحياة الدنيا وزينتها، وبهم تقر عيون الآباء وتزدان الحياة ربنا هب لنا من اَزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً [الفرقان، 74]، وبهم تستمر حياة الإنسان من خلال نسله، ولذلك نجد أن الله عز وجل عدهم من النعم التي تستوجب شكره وحمده فقال في كتابه العزيز: “والله جعل لكم من اَنفسكم أزواجا وجعل لكم من اَزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات، أفبالباطل يومنون وبنعمة الله هم يكفرون” [النحل، 72].

وبعد، فسأحاول في هذا المقال أن أتحدث عن دور الأسرة في الإسلام من حيث بناء شخصية الأطفال، مبينا مدى رعاية الإسلام لهم، وكيف بنى شخصيتهم، وكيف كانت لهم في الأسرة المسلمة مكانة؛ فاعتنى بهم توجيها وإرشادا وتنشئة وتعليما، لأن أغلى وأثمن من في الأسرة هم أطفالها.

الأسرة ودورها في بناء شخصية أطفالنا... (1)

والطفولة تبدأ من لحظة الوضع وتمتد إلى البلوغ، والدليل على هذا قوله تعالى: “هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون” [غافر، 67]، وهذه المرحلة العمرية الأولى هي التي يرتبط فيها الإنسان بالأسرة ارتباطا وثيقا، ويفتقر إليها افتقارا شديدا، ولذلك يصعب عليه الاستغناء عنها وإن حاول ذلك تعرض للضياع والتشريد.

وإن اهتمام الإسلام بالطفل ورعايته في الأسرة تبدأ قبل ولادته، بل ذلك الاهتمام وتلك الرعاية تبدأ من يوم اختيار أبيه لأمه، إذ وضع الإسلام لاختيار الزوجة أم الأبناء راعية البيت وخاضنة الأبناء ومربيتهم أسسا من أهمها أن تكون ذات دين وخلق، ولا شك أن التدقيق في هذا الاختيار هو لصالح الأبناء أولا وأخيرا.

إن الأسرة المسلمة وهي تستقبل ولدا جديدا إنما تستقبله بمزيد من الحب والعناية والاهتمام، المتمثل في استنفارها واستعدادها كلها لتكون في خدمة هذا المولولد، وإن لها التأثير البالغ في توجيه فطرته: إما إلى جانب الخير وإما إلى جانب الشر، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد اَفلح من زكاها وقد خاب من دساها [لشمس، 7 – 10] كما أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري ومسلم: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه“..

يتبع في العدد المقبل..

أرسل تعليق