Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الأخلاق الفاضلة (1)

تعبر الأخلاق الفاضلة عن مجموعة من الخصال الحميدة كالصداقة، والألفة، وصلة الرحم، والمكافأة، والتودد، والعبادة، وترك الحقد، ومكافأة الشر بالخير، واستعمال اللطف، وركوب المروءة في جميع الأحوال، وترك المعادة، وترك السكون إلى قول سفلة الناس.. لذلك قال بعض العلماء: “الأخلاق الفاضلة لا تكتسب بأمثال هذه المقالات، وإنما هي ملكات في فطرة النفس تصقلها التربية والمعرفة، وتقومها الحوادث الطارئة كذلك الرذائل كيفيات خبيثة في النفس لا تؤثر عليها التربية إلا آثارا عرضية لا جوهرية، ألا ترى أخوين يبيتان في بيت واحد ويدرجان من عش مشترك بينهما، ثم يكون هذا شجاعا سخيا، وذلك جبانا شحيحا، وقد أجاد الشاعر حيث قال:

إذا كان الطباع طباع سوء       فلا أدب يفيد ولا أديب…؟!

ومن الأخلاق الفاضلة: الإيمان وقد وردت فيه أحاديث كثيرة، “قال عليه الصلاة والسلام أشرف الإيمان أن يامنك الناس، وأشرف الإسلام أن يسلم من لسانك ويدك، المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم”، و “أفضل الإيمان أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، من سرته حسنة وساءته سيئة فذلكم المؤمن”، و “ليس بمؤمن من لم يأمن جاره غوائله”، وقال: “أحسنكم إيمانا أحسنكم أخلاقا، إن من كمال الإيمان حسن الخلق”، وقال أمير المؤمنين سيدنا علي كرم الله وجهه: “الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث يسرك”. علو الهمة من الإيمان، والمراد بعلو الهمة كبر النفس والطموح إلى معالي الأمور، ومن القيم الفاضلة التفكر في العبادة قال عليه السلام: “لا عبادة كالتفكر”. فالعبادة هي طاعة الله والتزام ما شرعه قال تعالى “وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ” [العنكبوت، 45]. وقال عليه السلام: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا” وقال: “كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش” وقال بعض العلماء المتقدمين أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس، وقد نبه الشارع عليه السلام في غير ما حديث إلى تفضيل الأخلاق على العبادات بنسبة ما لها من الأثر البين والنفع الظاهر في مصالح البشر وسعادة حالهم، قال عليه السلام: “عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة” وقال: “إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصيام” وقال: “إن صبر أحدكم ساعة في بعض مواطن الإسلام خير له من أن يعبد الله أربعين يوما” يعني أن اهتمامه وثباته في موقف يدرأ به الخطر عن أمته خير له من العبادة في تلك المدة وقال عليه السلام “عالم ينتفع بعلمه خير من ألف عابد”.

فكل هذه الأحاديث الشريفة صريحة في أن مكارم الأخلاق وتكميل النفس بالعلم الصحيح وممارسة الواجبات الشخصية والاجتماعية هي عبادة، بل قد تكون أحيانا خيرا من العبادة؛ وذلك بحسب مالها من حسن الأثر في نفع الأمة وتوفير الخير لها..

يُتبع..

أرسل تعليق