Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التربية العقلية في الإســــلام.. (5)

مفهـوم الإسلام لغة

الإسلام عبارة عن التسليم والاستسلام، والخضوع والإذعان والانقياد وترك التمرد والإباء والجحود والعناد، قال تعالى: “أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” [ءَال عمران، 82]، فكلمة “أسلم” الواردة في الآية تعني: خضع واستسلم وانقاد وأذعن دون تمرد أو جحود أو عناد.

مفهوم الإسلام اصطلاحا

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا”، قال: صدقت…[1]، فالإسلام هو توحيد الله تعالى في الذات وفي الصفات والأفعال، وإفراده بالربوبية في الخلق والرزق والتدبير، والإقرار بالعبودية له وحده، والخضوع والانقياد وإخلاص الضمير له، والإيمان بالأصول الدينية التي جاءت عنده وبلغها رسوله صلى الله عليه وسلم.

ويطلق الإسلام في الشرع في مقابلة الشرك: “قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والاَرض وهو يطعم ولا يطعم، قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين” [الاَنعام، 15]. كما جعل القرآن في مقابلة الكفر: “ولا يامركم أن تتخذوا الملائكة والنبئين أربابا اَيامركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون” [ءَال عمران، 79].

التربية العقلية في الإســــلام.. (5)

ثم استعمل اللفظ في القرآن علما على الدين الخاص، والنظام الذي أرسل الله تعالى به رسوله محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي عليه الصلاة وأزكى السلام، وبين الله عز وجل أن كل من يتخذ أو يتبع دينا وشريعة ومنهاجا غيره، ولو كان من الأديان السماوية السالفة، فإنه لن يقبل منه، وسيكون مصيره الخزي في الدنيا، والخسران في الآخرة: “إن الدين عند الله الاِسلام” [ءَال عمران، 19]، ومن يبتغ غير الاِسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاَخرة من الخاسرين” [آل عمران، 84].

وهكذا فإن الإسلام هو “النظام الإلهي الذي ختم به لله تعالى الشرائع، وجعله نظاما ومنهاجا كاملا متكاملا وشاملا لجميع نواحي الحياة. وارتضاه لتنظيم علاقة البشر بخالقهم وبالكون والخلائق، وبالدنيا وبالآخرة، وبالمجتمع، وبالزوجة والولد والحاكم والمحكوم، ولتنظيم كل الارتباطات التي يحتاج إليها الناس، تنظيما مبنيا على الخضوع لله وحده، وإخلاص العبودية له، وعلى الأخذ بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم”[2].

وبعد هذا التعريف لكل من التربية والإسلام، وبإضافة كلمة “الإسلام” إلى كلمة “التربية” يتكون لنا مفهوما آخر جديدا، هو عبارة عن مفهوم استحدث للدلالة على تقييد التربية في دائرة الإسلام، وهذا المركب يعني مل ما تضمنته النصوص القرآنية والسنة النبوية، وما استنبط منهما.

وقبل بسط هذا المركب، لابد من التعرض لمفهوم التربية عند الآخرين، لتسهيل المقارنة، ويتأتى الانتزاع والتجريب لنصل إلى الحكم الصحيح، ثم بعد ذلك تظهر لنا جلية أهدافها –التربية الإسلامية- وميادينها التي تميزها عن غيرها..

يتبع في العدد المقبل…

—————————–

1. أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة وأخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب، وأخرجه الترمذي وداود والنسائي ورواه البيهقي في البعث.

2. صحيح البخاري، باب “إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة” ص: 23.

أرسل تعليق