Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

من أضرار الخمر الصحية

كل من يشرب الخمر يعرض نفسه، ومن حوله لأخطار اجتماعية وصحية سواء على المدى القريب أو على المدى البعيد، فقد أبانت الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن ظاهرة الإدمان على الكحول مرتبطة بعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية، ولها عواقب وخيمة على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية للفرد والمجتمع..

يرجع تأثير المشروبات الكحولية على الجسم إلى مادة الإيثانول التي تتكون من جزيئة صغيرة الحجم وسريعة الانتشار عبر غشاء الخلايا ولها مفعول مهيج عندما تستهلك بكمية صغيرة، وتصبح مادة سامة عندما تستهلك بكمية كبيرة أو عند المداومة على شربها.

تمتص الأمعاء الكحول المستهلك فيمر إلى الدم في غضون ربع إلى نصف ساعة إذا كانت المعدة خالية، وكلما كانت نسبة الكحول قوية كان الامتصاص سريعا، ينتشر الكحول بسرعة فائقة في خلايا الجسم برمته لكونه سريع الذوبان في الماء؛ فتركيزه في أعضاء الجسم يتناسب مع تركيزه في الدم لذلك فهو لا يستغرق أكثر من ثمان دقائق ليصل إلى الأعضاء الأكثر تروية كالدماغ والرئتان والكبد. تعتمد عملية استقلاب الكحول على أكسدة الإيثانول التي يحدث معظمها في خلايا الكبد وبنسبة ضئيلة في خلايا الكلي وأنسجة المعدة والأمعاء، يخرج جزء من الإيثانول لاحقًا من الجسم مع هواء الزفير، ويخرج جزء آخر مع البول والعَرق والدموع وحليب الأم المرضعة.

أضرار الكحول على الجهاز الهضمي

يتأثر جميع أعضاء الجهاز الهضمي لدى المدمنين على شرب الكحول؛ بحيث يصاب الفم بالتهاب يؤدي إلى ضمور خلايا التذوق والتهاب جدار المعدة والأمعاء مما يؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة وخطر حدوث نزيف الجهاز الهضمي وفقدان الشهية وعسر الهضم والإصابة بالإسهال وحالات سوء التغذية الناتجة عن سوء الهضم، وخلل في عملية الامتصاص. كما أظهرت الدراسات الطبية أن الكحول يسهل امتصاص الذهون بما فيها الكولسترول الشيء الذي يضر بصحة القلب والشرايين ويؤدي إلى تراكم تلك المواد الذهنية بالكبد مما يتنج عنه الإصابة بتشحم الكبد والتليف ثم التشمع، كما يعد تعاطي الكحول أحد أهم أسباب التهاب غدة البنكرياس، وقد أكدت الأبحاث العلمية أن المداومة على شرب الخمر يعرض المرء للإصابة بالسرطان الذي يظهر في الجهاز الهضمي على الخصوص، وقد أقرت الوكالة الدولية للأبحاث في السرطان CIRC Le centre intenational de recherche sur le cancer أن الكحول مادة مسرطنة بالنسبة للبشر.

أضراره على القلب والشرايين

يؤدي شرب الخمر إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وخلل في ضربات القلب كالزيادة في سرعتها، ولقد أظهرت الدراسات العلمية أن نسبة حدوث الموت المفاجئ مرتفعة لدى المدمنين على شرب الخمر، كما يؤدي شرب الكحول إلى توسيع أوعية الجلد الدموية مما يزيد من تدفق الدم فيها على حساب الأعضاء الداخلية حيث ينعكس ذلك سلبا على أداء وظائفها، كما تصاب عضلة القلب بالالتهاب الليفي مما يؤدي إلى انسداد الشرايين الإكليلية Les artères coronaires.

أضراره على الجهاز العصبي

يحدث تسمم الجهاز العصبي على مستويين؛ فهناك تسمم وظيفي بحيث تستمر التأثيرات الحادة باستمرار بقاء نسبة عالية من الكحول في الدم ثم تختفي باختفائها وقد تورث عواقب وخيمة على المدى القصير، وهناك التسمم الذي يتسبب في أمراض الجهاز العصبي وتشمل الآثار المزمنة الناجمة عن تناول الكحول لفترات طويلة.

عند استهلاك كمية كبيرة من الكحول يدخل المرء في حالة السكر وهي حالة تسمم حاد يفقد أثناءها الإنسان توازنه العقلي والإدراكي ويسوء سلوكه الاجتماعي والخلقي وتؤدي هذه الحالة إلى عدة أخطار اجتماعية كممارسة العنف والحوادث التي تتسبب في خسائر اقتصادية ونفسية وبدنية أو فقدان الحياة. وأما بالنسبة للأشخاص المداومين على شرب كميات ولو ضئيلة من الكحول فقد أظهرت الأبحاث العلمية أنهم معرضون إلى الإضرار بالجهاز العصبي كنزيف في المخ من جراء إصابة الأوعية الدموية أو مرض فيرنيكي كورساكوف  Le syndrome de Wernicke-Korsakoffالناتج عن نقص الفيتامين(ب) أو اعتلال أعصاب الأطراف السفلية، كما يصاب المدمن على شرب الكحول باضطراب المزاج بحيث 98% يصابون بأعراض القلق والاكتئاب.

إن لائحة الأضرار والأمراض التي يسببها تعاطي الكحول طويلة فهي إضافة إلى ما سبق تشمل إصابة العظام والكريات الدموية وجهاز المناعة والجهاز التناسلي، وإنتاج الهرمونات وتهدد تكوين السليم للجنين..

لقد حرم الإسلام الخمر وجعله من الموبقات والكبائر التي يجب على المؤمن تجنبها لما لها من أضرار وخيمة على صحة وسلامة المرء والأمة، قال مولانا تبارك وتعالى في كتابه الحكيم: “يا أيها الذين ءَامنوا إنما الخمر والميسر والاَنصاب والاَزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” [المائدة، 90]. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية والطبية خطر تناول هذه المادة بحيث أصبحت المنظمة العالمية للصحة في السنوات الأخيرة تمنع فئات معينة من الأشخاص من استهلاكه وتطور أساليب متجددة للحد من هذه الآفة الفتاكة.

المراجع:

1. Comité OMS d’experts des problèmes liés à la consommation d’alcool, deuxième rapport 2007

2. Gonzague de Larocque, Risque alcool et rôle des médecins généralistes :Un sondage téléphonique en population générale, Thèse de doctorat en médecine, Université Pierre et Marie curie, Paris VI 2003.

3. حذيفة أحمد الخراط، الكحول تأثيراته الطبية والنفسية، مجلة حراء العدد 24 مايو-يونيو2011.

أرسل تعليق