Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

سجلماسة المدينة العامرة المردومة.. (11)

2. العرب

ترجع بداية استقرار العناصر العربية بمنطقة سجلماسة إلى فترة الفتوحات الإسلامية خلال النصف الثاني من (القرن الأول الهجري/السابع الميلادي)، حيث شكلوا أهم جنود الفتح على عهد عقبة بن نافع وخلال ولاية موسى بن نصير الذي وصلت حملاته إلى هذه المنطقة. كما لا يستبعد وصول فئات أخرى بشكل فردي كالتجار أو العلماء من بغداد والكوفة والبصرة وبلاد الحجاز، أو على شكل جماعات هاربة لأسباب دينية أو سياسية مثل الخوارج بعد فشل ثوراتهم بالمشرق الإسلامي أو بعض العناصر العربية من الأندلس إثر ثورة الربض (سنة 202 هجرية/810 ميلادية). هذه الفئة الأولى يعود إليها الفضل في نشر تعاليم الدين الإسلامي بالمنطقة وإن اتخذ مع ظهور إمارة سجلماسة الطابع الخارجي الصفري.

أما الفئة الثانية فتتمثل في قبائل بني هلال التي جاء بها السلطان المنصور الموحدي من إفريقية إلى المغرب خلال (القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي). وقد رافق “هذه القبائل عدد لا يتجاوز المائتين من عرب المعقل الذين نزلوا المنطقة التي تلي ملوية حتى رمال تافيلالت حيث ازداد عددهم وعمروا صحارى المغرب الأقصى وتغلبوا على فيافيه وحالف عرب المعقل زناتة”[1].

وكانت القبائل المعقلية في أول الأمر عبارة عن بدو رحل قبل أن تستقر بالمنطقة وتتكيف مع الحياة العامة المحلية. وإلى هذا يشير ابن خلدون بقوله: “لما ملكت زناتة بلاد المغرب ودخلوا إلى الأمصار والمدن قام هؤلاء -يعني عرب المعقل- وتفردوا بالبيداء وملكوا قصور الصحراء التي اختطتها زناتة بالقفر”[2]. ويبقى أصل بني معقل غير واضح ويختلف حوله المؤرخون فمنهم من يربطهم ببطون بلال ومنهم من يجعلهم من ذرية جعفر بن أبي طالب وحسب ابن خلدون فهم من اليمن والغالب أنهم من بطن مدحج وليس قظاعة[3].

وتتكون قبائل بني معقل من ثلاثة بطون هي ذوي عبيد الله وذوي حسان وذوي منصور. استقر البطن الأول بالمغرب الشمالي الشرقي وكانت مواطنه تمتد من تلمسان ووجدة إلى حدود سجلماسة. أما ذوو منصور فكانت مجالاتهم بسجلماسة وما جاورها وحسب ابن خلدون “فهم معظم هؤلاء المعقل وجمهورهم وبطونهم أربعة: أولاد حسين وأولاد أبي الحسين وهما شقيقان والعمارنة: أولاد عمران والمنبات: أولاد منبأ وهما شقيقان أيضا ويقال لهذين البطنين جميعا الأحلاف”[4].

كان هؤلاء الأحلاف في البداية رعاة يتنقلون فوق مجال شاسع، قبل أن يتحكموا في المراكز الأساسية لتجارة القوافل، “مما جعلهم قوة ضغط ضد الدولة الموحدية في أول الأمر بعد أن كانت منظمة تحت لواء الجيوش الموحدية، فهيمنت على منطقة سجلماسة، بل واستطاعت أن تؤسس دويلة لها في نهاية القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي”[5]. فهذا العنصر يعد اليوم من أهم مكونات المجتمع الفيلالي ويعرف بأسماء عرب الصباح بالسيفة، وعرب السفالات، وبني امحمد، وبني حسان، وذوي منيع..

يتبع في العدد المقبل..

——————————————

1. أبو ضيف مصطفى أحمد، أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحدين وبني مرين. الدار البيضاء، دار النشر المغربية، الطبعة الأولى 1986، ص: 147.

2. ابن خلدون عبد الرحمن، المصدر السابق، الجزء السادس، ص: 78.

3. بنمنصور عبد الوهاب، قبائل المغرب، الرباط، المطبعة الملكية، الجزء الأول، 1968، ص: 427.

4. ابن خلدون عبد الرحمن، المصدر السابق، الجزء السادس، ص: 87.

5. Dramani-Issifou (Zakari): L’Afrique noire dans les relations internationales au XVIème siècle, analyse de la crise entre le Maroc et le Sonrhai. Paris, édition Karthala 1982. 257 pages (p. 100).

أرسل تعليق