Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

جهود الصوفية المغاربة في مقاومة الغزو الأجنبي

2. الشيخ الحاج المختار بودشيش

هو الشيخ سيدي المختار الثالث بن الحاج محيي الدين بن الحاج المختار صديق الأمير عبد القادر الجزائري، الذي قاد المقاومة المسلحة ضد الوجود الفرنسي في وجدة سنة 1907م، وأرى جيشهم ما لم يتوقعونه، واشتهر أمره عند الخاص والعام، ومنجزاته مسجلة في كتب التاريخ باللغتين الفرنسية والعربية، كما أنها محفوظة في وثائق الجيش الفرنسي بباريس، وكان قادة منطقة بني يزناسن يعرفون قدر الشيخ المختار ويعظمونه رغم خيانة البعض، يقول النقيب لفوانو: “واستظل قادة القبائل بظل مرابط تاغجيرت المختار بن محيي الدين بوتشيش، وكان هذا الشخص قد اتهم بوقوفه وراء انتفاضة بني يزناسن[1].

وأمام صلابة المقاومة التي تزعمها الشيخ المختار بن محيي الدين القادري بودشيش فقد أدخلت القوات الفرنسية أحدث أسلحتها الثقيلة، وأشدها فتكا وضراوة. منها المدفعيات، والدبابات.. بل سَمَّت أحد أنواع دباباتها بدبابات بني يزناسن، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على استعصاء هذه المناطق على القوات الفرنسية، كما اعتمد الفرنسيون سياسة الحصار الاقتصادي لنسف المقاومة، وشراء الذمم من أجل خذلان المقاومة، وأمام هذه السياسة الخبيثة استطاع المستعمر نسف المقاومة وتطويقها، حيث أعد الجنرال ليوطي خطة “التطويق والهجوم العام على بني يزناسن، والتي وافقت عليها الحكومة الفرنسية في باريس (..) وأرسلت الحكومة الفرنسية لتحقيق هذا المخطط قوات من قسنطينة وتونس للإجهاز على المنطقة والاستيلاء عليها[2].

وفيما يلي تفاصيل إلقاء القبض على أسد الشرق: بلاغ عسكري بتاريخ 30 نونبر 1907م “نقل خبر الهجوم على ضيعة المختار بودشيش المسؤول عن حركة بني يزناس الجهادية، وفي دجنبر من نفس السنة، يقول بلاغ عسكري آخر بأن العقيد المكلف بقمع حركة الجهاد قد أسقط برج السيد مختار بودشيش، ويقصد بذلك زاويته الموجودة على هضبة بويحييي جنوب أحفير، وفي أحداث يوم 30 ـ 31 دجنبر حسب بلاغ 1220 Rو 1226 تم إلقاء القبض على المختار بودشيش. وفي تعليق على صورة أخذها أحد الضباط للشيخ المذكور جاء فيه: وقع القبض على الولي السيد المختار بودشيش أحد خصومنا الأكثر تعصبا، والذي تحقق بالقبض عليه الهدوء في المنطقة بأسرها لأنه كان المحرك الحقيقي للحركة المضادة لفرنسا[3].

فهذا التقرير الأخير نستشف منه خطورة المقاومة التي تزعمها الشيخ سيدي المختار ضد الوجود الفرنسي في المنطقة، والتي سخرت فيها فرنسا كل إمكانياتها العسكرية، واستدعت قواتها في الجزائر، وفي مناطق أخرى، خاصة “بعد فشل القواد السابقين في تحقيق النصر على المجاهد سيدي المختار بودشيش، هذان القائدان هما رايلود و ليوطي، وما أدراك ما الجنرال ليوطي الذي كان لا يُنتدب إلا للمهام الصعبة[4].

وما يدل على ما قلناه أن الجنرال ليوطي حضر شخصيا لإلقاء القبض على الحاج المختار البودشيشي، يوم 30  نونبر 1907م، وتلقى التهاني من فرنسا على ما حققه من انجاز.

وبعدها تم تقديمه للمحاكمة بمغنية بتهمة عصيان أوامر السلطان، لما أرسل له هذا الأخير رسالة يحثه فيها على التهدئة، فأنكر الشيخ المختار علمه بها، “إلا أن الفرنسيين كانوا يَقضين، واتهموا الباشا بإخفائها. الشيء الذي جعل الباشا يعترف بتأخرها في البريد، وكان هذا هو السبب في تبرئة المختار من ساحة الاتهام، ومع ذلك غرموه 1.500 فرنك[5].

—————————————–

1. وجدة والعمالة تاريخ وجدة وقبائل شرق المغرب بنو يزناسن الزكارة بنو بوزكو المهايا السجع أهل أنكاد أولاد سيدي الشيخ، للنقيب لـفوانو، ترجمة وتعليق: محمد الغرايب، تقديم: عكاشة برحاب، مطبعة الرباط، 2009م.

2. النبوغ الصوفي في قبائل بني يزناسن، عبد الصادق القادري بودشيش، ص: 109.

3. مساهمة في البحث عن زوايا بني يزناسن القادرية البودشيشية نموذجا، أحمد الغزالي، 70–71.

4. التصوف بين أهل الفكر وأهل الذكر، 264.

5. النبوغ الصوفي في قبائل بني يزناسن، عبد الصادق القادري بودشيش، ص: 99.

التعليقات

  1. يوسف

    وفقكم الله .وزادك نورا .وافاض عليكم بنوره

  2. اناس

    شكرا لكم وعلى وفائكم لعملكم المشكور.لكم مني اجمل وارقى التحايا على هدا هدا التدوين الدئوب.

    بصراحة هل يمكنكم مساعدتي للاطلاع / التعرف على هدا الكتاب { النبوغ الصوفي } لصاحبه المجاهد عبد الصادق القادري بودشيش وشكرا

أرسل تعليق