Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

ابن القطان – المشيخة (61)

هذا هو الجزء الواحد والستون من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن مشيخته. وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه، ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته.

إبراهيم بن محمد بن فارس أبو إسحاق الشاعر الكانمي (تـ 608 أو 609هـ)

[القسم السادس]

وَعَدْتُ في آخر القسم الخامس بأنني سأورد -إن شاء الله تعالى- فيما بقي من أقسام هذا المقال، غرائب ما نُقل عن الكانمي مما يُعدُّ من غرائب الحكايات، مع نُبَذٍ من شعره الدالة على علو كعبه في النظم. وهذا أوان الوفاء بذلك، بادئا بغرائب النقل في هذا القسم، خاتما بمختارات النظم في الذي بعده.

فأما ما نُقل عن الكانمي من غرائب الحكايات، فلم أقف إلا على حكاية واحدة أوردها ابن فضل الله العمري حيث قال: “ذكر القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المراكشي في كتابه المعجم المسمى: بالتكملة أبا إسحاق إبراهيم الكانمي الأديب، وحكى عنه أنه قال: يظهر ببلاد الكانم بالقرب منها أمام الماشي في الليل شبيه قلل نار تُضيء، فإذا مشى ليلحقها بعدت عنه، ولو جرى إليها لا يصل إليها، بل لا تزال أمامه؛ وربما رماها بحجر فأصابها فَيَتَشَظَّى منها شرارات. نقل لي هذا على ما رآه في التكملة محمد السلالجي[1].

 وعن ابن فضل الله العمري نقلها القلقشندي[2].

وقد كانت “كانم” بلدا غَيْرَ شَائِعةٍ المعرفةُ بأحوالها، لبعدها، وقلة قُصَّادها، وكان أبو إسحاق الكانمي الشاعر أحد ثقات أهلها، مع العلم والمعرفة، فجُعل واسطةً لنقل غرائب أحوال تلك البلاد.

 وقد لا يَعْدِم الباحث بعد التنقيب أن يَظْفَر عن الكانمي بشيء من ذلك، لعزة حاله: شاعرٌ عالم بالعربية، من بلاد غريبة، لا يُعلم من بلاده له مثيل.

وسأعود في المقال المقبل إن شاء الله لجلب ما وعدت به مما ذكره مترجموه من مختارات نظمه.

يتبع في العدد المقبل..

———————————————-

1. مسالك الأبصار 4/46.

2. صبح الأعشى 5/280.

أرسل تعليق