Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

سجلماسة كمركز للتواصل الحضاري مع إفريقيا (4/4)

كان يقيم ببلاد السودان العديد من التجار والفقهاء والعلماء المغاربة الذين كانوا يحظون برعاية خاصة من طرف الملوك السودانيين. ويذكر ابن بطوطة الكثير منهم في رحلته من بينهم والذين ينحدر أصلهم من سجلماسة: الفقيه محمد الفيلالي، إمام مسجد البيضان بمدينة كوكو على نهر السنيغال، والحاج محمد بن سعيد السجلماسي أحد كبار التجار وممثل السلطان أبي عنان المريني[1].

يمكن كذلك الإشارة إلى تأثير ثقافي مغربي على سكان بلاد السودان في مجال اعتماد نظام غذائي جديد يرتكز على المواد الفلاحية المستوردة من قمح وذرة وتمر وعنب وتين ولحوم حمراء وغيرها.. والتي لم تكن معروفة قبل دخول الإسلام إلى هذه المناطق مما يزكي احتكاك أهل السودان بالعرب والمسلمين المقيمين هناك[2].

نفس الشيء ينطبق على الكثير من العادات الإسلامية التي ترسخت في المجتمع السوداني وفي هذا يذكر ابن بطوطة في رحلته: “فمن أفعال (السودان) الحسنة قلة الظلم… ومنها شمول الأمن في بلادهم… ومنها عدم تعرضهم لمال من يموت ببلادهم من البيضان (الأجانب)… ومنها مواظبتهم للصلوات والتزامهم لها في الجماعات وضربهم أولادهم عليها… ومنها لباسهم الثياب البيض الحسان يوم الجمعة… ومنها عنايتهم بحفظ القرآن العظيم…”[3].

      إن العثور على الفخار السجلماسي بعدة مواقع ببلاد السودان يطرح إشكالا كبيرا حول الكيفية التي كان ينقل بها هذا الفخار وعبر مسافات طويلة وشاقة مخترقة بذلك أهوال المعجبة الكبرى. لاشك أن نقل الفخار بواسطة القوافل يعتبر مغامرة لا يمكن التكهن بنتائجها، وبالرغم من ذلك واعتبارا لملحاحية الطلبات والأثمان الباهظة فقد حاول التجار القوافليون أن يتحملوا كل المخاطر وأن يوصلوا تلك البضاعة الهشة إلى أصقاع إفريقيا السوداء. فكيف كانت تنقل هذه الأواني الفخارية؟؟ ولماذا سكتت عن ذكرها المصادر التاريخية من خلال وصفها الدقيق لتجارة القوافل؟؟

إن صناعة الفخار السجلماسي استمدت وجودها من تأثير عنصرين رئيسيين، يتمثل أولهما في الخزف الأمازيغي ذي الأصول القديمة التي ترجع إلى ما قبل التاريخ. أما التأثير الثاني فيعود مصدره إلى المشرق العربي، وقد وصل إلى سجلماسة عبر مرحلتين: الأولى عن طريق إفريقية والقيروان، والثانية عن طريق الأندلس وفاس. ويتميز هذا الفخار بدقة صنعه، ورقة سمكه، وخفة وزنه، وباعتماده على طين صلصالية بيضاء، وعلى أشكال متنوعة من أقداح وقارورات وجرات وصحون وقناديل زيتية… ويزين بطلاء أخضر لامع وبأنماط هندسية بسيطة في الغالب. لقد أظهرت الحفريات الأثرية أن تقنية الفخار لا تعترف بالحدود السياسية وإنما اخترقتها وصنعت لنفسها المكانة التي تستحقها في كل البقاع التي وصلت إليها. ذلك أن هذه التقنية بعد أن كانت حكرا على الحواضر الكبرى بالعالم الإسلامي وكذا بالعالم المسيحي، سرعان ما احتضنتها أيادي الحرفيين المحليين، والتي حاولت أن تكيفها مع الواقع الجديد، فأخرجت منها أواني ذات طابع محلي أنتجت أول الأمر لتلبية الحاجيات المحلية ثم ما لبثت أن تضخمت صناعتها وأصبحت قابلة للتصدير. هذا ما وقع بلا شك لصناعة الفخار السجلماسي والتي تأثرت في البداية بنظيرتها المشرقية والأندلسية، قبل أن تؤثر بدورها في الفخار الإفريقي. وهذا الأخير عرف إنتاجه مع مرور السنين تطورا وفائضا أصبح من الضروري تصديره إلى الجهات الأخرى. والأبحاث بسجلماسة والمدن السودانية أبانت عن هذه الفرضية وعن المبادلات التجارية الهامة في مادة الفخار. قبل أن نبرز كيف كان ينقل هذا الفخار ولماذا سكتت المصادر العربية عن ذلك، يستحسن أن نذكر بإيجاز شديد أهم الأبحاث الأركيولوجية المنجزة بسجلماسة وببعض المواقع جنوب الصحراء:

•  البعثة الإيطالية: نظمت مؤسسة The Ludwig Keimer تحت إشرافBoris de Rachewiltz بعثتين إلى تافيلالت الأولى أثرية من 19 مايو إلى 3 يوليو 1971، والثانية اثنولوجية من 28 مارس إلى 7 مايو 1972. برمجت الحفريات بشمال موقع سجلماسة، حيث تم اكتشاف قنوات للري، بقايا أسوار، نافورة، مستحثات نباتية، عظام بشرية، لقى زجاجية وخزفية وبعض المجوهرات؛

•  البعثة المغربية: في سنة 1974 قام المفتش المعماري بمكناس محمد بنشمسي بحفريات قرب المسجد، حيث تم ربط أسوار المسجد المبنية من الطين بالحقبة العلوية (القرن 17م)؛

•  أبحاث مركز الدراسات والبحوث العلوية بين سنتي 1991 و 1992: تحت إشراف مديره لحسن تاوشيخت، وتركز البحث على الكشف والتنقيب عن السور الغربي للمدينة وعن مصانع الفخار السجلماسي؛

      •  البعثة المغربية الأمريكية: بدأت البعثة أعمالها برئاسة الباحث الأمريكي Ronald A. MESSIER في يونيو 1988 بتوقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وجامعة ولاية ميدل تينيسي الأمريكية. وإلى حدود 1997 قامت البعثة بخمسة مواسم حددت أعمال الأولى منها في رسم خريطة مدققة للجزء الأساسي أو للمجال المركزي للمدينة الوسيطية “سجلماسة”. هذه الخريطة مكنت من تحديد الحفريات التي قامت بها البعثة فيما بعد:

      – خلال 1988: الأسبار من 1 إلى 5 (Sij 88)؛

      – خلال 1992: الأسبار من 6 إلى 20 (Sij 92)؛

      – خلال 1993: من 21 إلى 24 (Sij 93)؛

      – خلال 1994: من 25 إلى 39 (Sij 94)؛

– خلال 1996: من 40 إلى 54 (Sij 96)؛

– خلال 1996: من 55 إلى 65 (Sij 98)؛

اكتشفت الحفريات التي مست الجزء الأوسط والجنوبي من الموقع الممثل في المسجد الجامع، وفي السور الغربي فضاء السكنى ثلاث مستويات أساسية:

–  المستوى الأول: قريب من السطح ويعود إلى الفترة العلوية، هذا المستوى ممثل بحفر الخزن “مطامر”، بأسوار طينية وبأحواض حجرية؛

–  المستوى الثاني: ممثل ببقايا أسوار أكانت واقفة أو مسطحة على شكل أرضية مبلطة، وينتمي إلى الحقبة السعدية أي ما بين القرن 15 و القرن 17م؛

–  المستوى الأخير: ويتشكل من أسوار وأرضية طينية وحجرية، كما نجد في هذا المستوى عدة مخازن “مطامر” مثل السبر 9 على الخصوص حيث اكتشفت قصرية من الخزف زينت في الداخل بكلمة “الشفاء”، والتي يمكن تأريخها بالفترة السجلماسية أي ما بين القرن 11 والقرن 14م.

أما أهم الأبحاث المنجزة بمواقع جنوب الصحراء فهي:

أ.  أبحاث رايمون موني[4]: أنجز هذا المؤرخ المتخصص في إفريقيا الغربية في إطار مشروعه الخاص بالكشف عن خبايا اقتصاد غرب إفريقيا خلال العصور الوسطى، عدة أسبار ومسوح في المواقع التالية: ساني (10 كلم شرق كاو في فبراير 1952)، كاو (سنة 1950-1952)، سوق إفورة أو تادمكة (سنة 1952)، كومبي صالح (عام 1952)، أزليك أو تكادة (سنة 1952) وأودغشت (سنة 1960). وقد توصلت هذه الأبحاث إلى حقيقة وجود تجارة مهمة في الفخار المغاربي في اتجاه بلاد السودان، هذا الفخار الذي يتميز بطلائه الأخضر اللامع، وهو نفسه الذي كانت تنتجه معامل الفخار السجلماسي؛

ب.  أبحاث سانتو-بارا بنهر السنيغال (عام 1978)[5]: والتي أشرف عليها ج. تيلمان، رافيس، ودونيس روبير، وقد كشفت كذلك عن وجود أواني فخارية سجلماسية وخاصة في الأسبار التي يفوق عمقها 10 أمتار. وهي أواني تعود إلى القرن 11م أي أنها تتزامن مع أوج ازدهار سجلماسة خلال تحكم المرابطين في كل محاور ومراكز التجارة الصحراوية؛

ج.  أبحاث أودغشت بموريتانيا الشرقية (1962-1965)[6]: هذه الأبحاث أشرف عليها كل من جون دوفيس، دونيس وسيرج روبير، وقد كشفت عن أهمية أودغشت كمدينة كبيرة تضم ثلاث مجالات أساسية وهي: الأحياء السكنية، القطاع الحرفي ثم القطب المركزي حيث المسجد ودار الإمارة والأسواق. كما أوضحت الحفريات عن وجود عدة طبقات استراتيغرافية والمؤرخة ما بين القرن 7 و14 م وحسب الباحث عدنان الوحيشي[7] يمكن الكلام عن أربعة طبقات:

الأولى: تسمى ما قبل حضرية بين القرن 7 و 9 م؛

الثانية: هي الفترة الحضرية المبكرة (منتصف القرن 9 – منتصف القرن 11)؛

الطبقة الثالثة: تدعى الحضرية الثانية (ما بين 1050 و 1200م) والأخيرة هي مرحلة التدهور العمراني من منتصف القرن 12 إلى نهاية القرن 14م. فيما يخص المكتشفات الفخارية، تم العثور خلال هذه الأبحاث على كميات هائلة سواء من إنتاج محلي وخاصة المستوردة من المعامل المغربية والأندلسية. وبذلك تأكد لأول مرة وجود تبادل تجاري نشيط في الأواني الفخارية بين ضفتي الصحراء. تقول دونيس ربير في هذا الصدد: “يجب أن نؤمن بأن طلبا مهما وبيعا مفيدا ألزم التجار بقبول المخاطرة في تلبية حاجيات و أذواق أفراد الجاليات الشمال الإفريقي القاطنة ببلاد السودان من الأواني الكمالية بل والقابلة للانكسار في أي وقت”[8]. فالأواني المصدرة إلى أودغشت هي في معظمها ذات استعمالات منزلية (جرات، صحون، قارورات، فناجين وخاصة القناديل الزيتية)، وهي كذلك مزينة بطلاء أخضر لامع، ومصنعة بطريقة دقيقة. وكلها مميزات اختصت بها صناعة الفخار السجلماسي خلال ما يسمى بالعصور الوسطى. وقد أبانت بالفعل التحليلات المخبرية لبعض هذه القطع في مختبر الخزفيات بليون بفرنسا، أن أكثر من 50 في المائة من الفخار المكتشف بموقع أودغشت قد جلب من معامل سجلماسة. تقول دونيس روبير: “أن كثرة معامل صناعة القناديل الزيتية ذات الوعاء المخروط الشكل، يمكن أن تكون صناعتها الأساسية بسجلماسة وناحيتها وهي القريبة فعليا من بلاد السودان”[9]. هذه الإشارة تم تأكيدها من خلال العثور بموقع سجلماسة على عدة أنواع مماثلة من هذه القناديل ذات الطلاء الأخضر (أنظر الرسم البياني رفقته).

وبصفة عامة فقد قدمت أبحاث أودغشت الدليل الواضح عن أهمية صناعة الفخار السجلماسي من جهة، وعن أهمية هذا الفخار في تجارة القوافل الصحراوية من جهة ثانية، ومن ناحية ثالثة عن مدى التأثيرات الفنية والتقنية لهذا الفخار سواء على نفسية السودانيين وخاصة الجالية المغربية هناك والذين كانوا يقبلون على شراء هذا الفخار بكثرة وبدون تردد في الأثمان، سواء على عقلية تجار القوافل الذين يغامرون بنقله قصد تلبية الطلبات المتعددة لهذا الفخار، أو على مستوى الحرفيين السودانيين الذين حاولوا تقليد هذه الصناعة، بل وفي فترة لاحقة طبعوها بطابعهم الإفريقي المحلي وخاصة فيما يهم الأشكال والعناصر الزخرفية المعتمدة أساسا على الحزوز والنتوءات. فكيف كان ينقل هذا الفخار إذن؟

      يمكن القول أن الفخار كان يصدر داخل أكياس من التبن أو الصوف بحسب الحجم والشكل، وكانت هذه الأكياس تحمل على ظهر الجمال بشكل أو بآخر. لاشك ستكون هناك بعض الخسائر الناتجة عن انكسار بعض الأواني، ولكن مع ذلك فتجار القوافل لم يعيروا اهتماما كبيرا لذلك ما دام الربح المكتسب وخاصة من القناديل الزيتية يغطي كل الخسائر الممكنة. فالقناديل التي تتميز بحجمها الصغير، وخفة وزنها وبثمنها المقنع، كانت بالفعل من الأواني الفخارية الأكثر طلبا، وبالتالي الأكثر اكتشافا بمواقع جنوب الصحراء. فالأبحاث بموقع أودغشت مثلا أكدت أنه إلى جانب تجارة الذهب والعبيد كان هناك تبادلا من نوع آخر يهم الفخار. فلا هشاشة الفخار إذن ولا وزنه الثقيل إلى حد ما لم يقفا حجر عثرة أمام هذا التبادل، خاصة إذا علمنا أن الفخار كان من الأواني المنزلية الوحيدة أو المفضلة خلال تلك العهود. ورغم ذلك لا نعرف الكثير عن هذه التجارة من حيث النقل وأشكال البيع أمام الصمت الرهيب للمصادر التاريخية المكتوبة. فلا البكري أو الإدريسي أو العمري وغيرهم ممن وصفوا سجلماسة لم يشيروا ولو إشارة واحدة إلى الفخار السجلماسي، بل والأكثر من ذلك أن بعض الجغرافيين والرحالة الذين زاروا المنطقة مثل ابن حوقل، ابن بطوطة والحسن الوزان لم يذكروا بدورهم أي شيء عن ذلك، فأين يكمن السبب يا ترى؟

•  ربما يعود ذلك إلى طبيعة هذه المصادر نفسها التي تهتم بالأحداث السياسية والعسكرية أكثر مما تهتم ببعض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وخاصة منها الأنشطة الحرفية، ولكن لماذا وصف لنا ليون الإفريقي فخار مدينة فاس ولم يذكر فخار سجلماسة رغم أنه عاش بها أزيد من سبعة أشهر؟

•  نفس هذه المصادر وإن أشارت إلى المبادلات التجارية بين سجلماسة ومدن جنوب الصحراء، فهذه الإشارات تبقى محدودة، وتقتصر خاصة على البضائع ذات القيمة الاقتصادية الكبرى مثل الذهب والعبيد؛

•  إن خصوصية صناعة الفخار ونمط عيش حرفييها ربما كانا من العوامل التي لم تجلب اهتمام المؤرخين القدماء، ذلك أن هذه الصناعة تعتبر بأنها حرفة وسخة، ذات أهمية سوسيو-اقتصادية ضعيفة ولا يمتهنها إلا البسطاء والعوام؛

•  ربما يعود ذلك إلى العدد الضئيل من المنتوجات الفخارية المصدرة مقارنة مع مثيلاتها الأخرى، وهذا ناتج عن صعوبة نقل هذه المنتوجات عبر فيافي الصحراء، وبالتالي فإن ثمنها كان باهظا وتصديرها كان بطلب مسبق من بعض الشخصيات والعائلات الغنية ببلاد السودان. “إن صادرات البضائع الهشة مثل الرخام والفخار والزجاج تجعلنا نفكر في أنماط النقل والتي كانت جد فعالة خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الصعوبات التي يطرحها التنقل عبر الصحراء”[10]؛

•  يمكن اعتبار تموضع معامل الفخار السجلماسي خارج أسوار المدينة على بعد 6 كلم من المركز النابض، من العوامل التي تركت المؤرخين لم يهتموا كثيرا بهذه الصناعة من حيث وجودها وتجارتها.

فهذه العوامل منفردة أو مجتمعة وربما غيرها هي التي جعلت المصادر العربية “لا تشير أبدا إلى وجود الفخار كبضاعة متبادلة في تجارة القوافل بين ضفتي الصحراء، كما أنها لم تثر اهتمام الرحالة مثل ما أثارتهم المنتوجات الأخرى كالملابس والنحاس”[11].

وختاما؛ فإن كانت سجلماسة مثال المدينة النموذجية التي قدمت الكثير للحضارة الإسلامية، وساهمت بشكل فعال في بناء الشخصية المغربية المعروف عنها خصال التمسك بالأصالة مع الانفتاح على الجوانب الإيجابية للحضارات المجاورة، وبالتالي التعلق بمبادئ التسامح والتواصل مع الأخر، وحرية المبادرة والاعتقاد. وبهذه الجوانب الإيجابية وصلت مدينة سجلماسة إلى أعلى مستويات الرقي والتقدم وأثرت بشكل إيجابي على الأقطار المجاورة، إلا أن مصيرها المحتوم كان واثق الارتباط بتجارة القوافل الصحراوية، مما جعلها أتعس حظا لما تحولت هذه التجارة نحو المحيط الأطلسي، حيث كانت نهايتها المؤلمة.

————————————-

  1.  رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار. شرح وتوثيق طلال حرب. بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة 1. 1987. ص 702 و 706.

 2.  Abdoulaye Elimane KANE : op-cit ; p. 12.

  3.  رحلة ابن بطوطة. ص 698.

 4.  Raymond MAUNY : Tableau géographique de l’Ouest Africain au Moyen-Age d’après les sources écrites, la tradition et l’archéologie. Dakar, I.F.A.N, 1961 ; n° 61. 587p.

 5.  G. THILMANS, A. RAVISSE et D. ROBERT : « découverte d”un fragment de poterie à Sintiou-Bara (fleuve de Sénégal) », in Notes Africaines, 1978 ; n° 159. Pp. 59-61.

6.  J. DEVISSE, D et S. ROBERT : Tegdaoust, recherche sur Aoudaghost. Paris, édit. Arts et Métiers Graphiques, 1978. 159p. Campagnes 1960-1965, enquêtes générales, Paris, édit Recherche sur les Civilisations, 1983. 569p.

 7.  Adnène LOUHICHI : la céramique musulmane d’époque médiévale importée à Tegdaoust, étude archéologique, étude de laboratoire. Paris1, thèse 3° cycle en Art et Archéologie, 1984. 309p (p. 75).

 8.  D. ROBERT-CHALEIX : « lampes à huile importées découvertes à Tegdaoust, 1er essai de classification », in Journal des Africanistes. Paris, 1983 ; T. 53 ; p. 62.

  9.  نفس المرجع السابق، ص 91.

 10.  Abdelaziz ALAOUI : Le Maghreb et le Commerce transsaharien (milieu du XI°-milieu du XIV° siècle) contribution à l’histoire économique, sociale et politique du Maroc médiéval. Bordeau III, thèse 3° cycle en Etudes Arabes et Islamiques, 1983. 443p ; pp. 91-92.

 11.  A. LOUHICHI : op-cit ; p. 75.

أرسل تعليق