Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

المولى الحسن الشريف بن القاسم “الداخل”.. (2)

الأوضاع العامة بالعالم الإسلامي

أ. بالمشرق الإسلامي

يعدُّ القرن السابع الهجري/ الثالث عشر ميلادي من أسوأ القرون التي عصفت بتاريخ العالم الإسلامي، وتمثل ذلك بالحملات الصليبية التي كانت في أوجها بالأندلس، ثم الغزو المغولي الذي انهال على الأمة كالجراد، بالإضافة إلى ما كانت عليه الأحوال الداخلية من نزاعات بين الحكام والأمراء. ويعد الغزو المغولي للمشرق الإسلامي في القرن السابع الهجري من أهم الأحداث التاريخية التي شهدها العالم وأخطرها، إذ سيطرة المغول على معظم البلاد الإسلامية، وأزالوا الخلافة بها بعد احتلالهم لعاصمتها بغداد سنة (656 هـ / 1267م).

المولى الحسن الشريف بن القاسم "الداخل".. (2)

وفي بلاد الحجاز، كانت الأسر الينبعية الحسنية قد أصابها تضييق كبير في زحمة الخلاف والاضطراب الذي كانت عليه أسر بني نُمي وبني قتادة حيث أصبح الأمر كما يقول مؤرخ أشراف الحجاز عاتق بن غيث البلادي: “أن في التاسع عشر من ربيع الآخر سنة خمس وسبعين، يعني وستمائة، كانت وقعة بين أبي نُمي صاحب مكة وجماز بن شيحة صاحب المدينة وإدريس ابن حسن بن قتادة، فظهر عليهما أبو نُمي، وأسر إدريس، وهرب جماز، وكانت الوقعة في مر الظهران، وكان عدة من مع أبي نُمي مائتي فارس، وثمانين راجلاً، ومع إدريس وجماز، مائتين وخمسة عشر فارساً، وستمائة راجل… وهذا الخبر يقتضي أن الذي حارب أبا نُمي في هذا التاريخ، أي 675 ﻫـ، مع جماز، إدريس بن الحسن صاحب ينبع، والظاهر أنه غانم بن إدريس بن حسن…”[1].

وهذا الخلاف هو صورة من صور الصراع الذي شهدته منطقة الحجاز في القرن السابع للهجرة وأدى ذلك إلى نزوح وخروج عدد من الأسر المسالمة التي لم تشارك في المعارك والأحداث وتبحث عن الاستقرار والسلم ولو أدى الحال إلى الهجرة من أماكن استقرارها ومقامها في الحجاز، فخرج كثير من أبناء المنطقة إلى جهات متعددة ومنهم من خرج إلى بلاد المغرب وجهات إفريقية، وقد ساعد على ذلك وفود ركب الحجيج المغربي السجلماسي، وهذا ما يرجح انتقال المولى الحسن بن القاسم إلى المغرب الأقصى وبالضبط إلى تافيلالت حيث حط الرحال بين أحضان أهلها..

يتبع في العدد المقبل..

————————————-

1. البلادي، عاتق بن غيث، الإشراف على تاريخ الأشراف. بيروت، دار النفائس، الطبعة الأولى 1423ﻫـ/ 2002م، الجزء:1، ص: 141.

أرسل تعليق