Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (2)

منطقة سجلماسة في العصرين الوطاسي والسعدي

2. عصر السعديين (943 هـ/1537م – 1035 هـ/ 1626م)

التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (2)

السعديون هم شرفاء أبناء عمومة العلويين “وينحدرون من الينبوع بالجزيرة العربية، جدهم الأول أحمد بن محمد بن القاسم وصل إلى المغرب في أواسط القرن القرن 12 للميلاد واستقر بدرعة[1]. الزعيم الروحي للسعديين هو محمد بن عبد الرحمن القائم بأمر الله (916 هجرية /1510/1511 ميلادية – 923 هجرية – 1517/1518 ميلادية)، وقد اختار قبل موته، ابنه الأكبر أحمد الأعرج قائدا للسعديين في مقاومة الاحتلال البرتغالي للشواطئ الأطلسية المغربية.

خلال العهد السعدي، لم تشر المصادر المغربية بكثرة لمنطقة تافيلالت ربما بفعل بعدها وعزلتها، وكانت هذه المصادر تهتم أساسا بالصراع السعدي الإيبيري وبالصراع السعدي التركي وبالتوغل السعدي في بلاد السودان. و بالرغم من قلة المعلومات حول المنطقة فذلك لا يعني أن السعديين لم يعطوا أهمية لتافيلالت، بل بالعكس كانت هذه المنطقة ضرورية في مشروعهم السياسي –خاصة مع توفرها على دار لسك العملة، وعلى إنتاج فلاحي مهم من التمر والحبوب وعلى مركز تجاري نشيط نسبيا- على الأقل قبل سيطرتهم على بلاد السودان الغربي تحت قيادة السلطان أحمد المنصور الذهبي.

من جهة أخرى، يمكن القول إن تافيلالت كانت بمثابة الملجأ أو الإقامة الإجبارية للأمراء المتمردين والمغضوب عليهم. وفي هذه المرحلة “شهدت هذه المنطقة الفيلالية نهضة صوفية وعلمية واقتصادية انطلاقا من الترابطات الإقليمية المغربية عبر طرق المواصلات الداخلية وعبر نشاط الواحات وترابطاتها محليا، وظهرت فيها تشكيلة بشرية متصارعة أحيانا ومتضامنة أحيانا أخرى أثرت فيها الظروف الاقتصادية وفترات الجفاف، الأوبئة، الطاعون وقساوة الطبيعة[2].

ويمكن إجمال أهم الأحداث السياسية التي عرفتها المنطقة خلال الفترة السعدية كما يلي:

  • ما بين سنة (930 هجرية / 1524 ميلادية و950 هجرية / 1544 ميلادية) كانت تافيلالت مسرحا للصراع الوطاسي السعدي من أجل التحكم في مواردها الغنية؛
  • في سنة (947 هجرية / 1541 ميلادية) وبعد السيطرة على آكادير وتقسيم الغنائم، وقع خلاف بين الأخوين أحمد الأعرج ومحمد الشيخ كان ضحيته الأعرج الذي انهزم وفر إلى تافيلالت رفقة عائلته وظل فيها من سنة (948 هجرية / 1542 ميلادية إلى سنة 956 هجرية / 1550 ميلادية)؛
  • في سنة (956 هجرية / 1550 ميلادية) احتل محمد الشيخ بالقوة تافيلالت وطرد منها أخاه الأعرج الذي حاول بدعم من الملك الوطاسي بفاس أخذ الثأر من أخيه؛
  • في سنة (958 هجرية / 1552 ميلادية) هاجم مولاي زيدان بن الأعرج عمه محمد الشيخ بتافيلالت ولكن دون جدوى؛
  • في سنة (960 هجرية / 1554 ميلادية) استغل الأعرج وابنه زيدان هزيمة محمد الشيخ أمام الوطاسيين للسيطرة على تافيلالت لبعض شهور على الأقل. وقام الأعرج وابنه بتوقيع اتفاقية مع الملك الوطاسي أبي حسون قصد شن هجوم مشترك ضد محمد الشيخ على أساس أن يتم في حالة الانتصار تقسيم المغرب إلى شطرين: الأعرج “يأخذ مناطق مراكش، وسوس ودرعة بينما يكون شمال المغرب، وتادلة وتافيلالت تابعين لأبي حسون[3]. إلا أن هذه الاتفاقية لم يكتب لها النجاح حيث استطاع محمد الشيخ من هزم منافسيه فسيطر على تافيلالت سنة (960 هجرية / 1554 ميلادية) وسجن أخاه الأعرج مع ابنه زيدان وبذلك خضعت المنطقة لمحمد الشيخ إلى غاية وفاته سنة (963 هجرية / 1557 ميلادية)؛
  • ما بين سنة (963 هجرية / 1557 ميلادية و1000 هجرية / 1595 ميلادية) بقيت تافيلالت إقليما تابعا للسعديين يحكمه أحد أبناء السلطان الحاكم، أولا من طرف أولاد محمد الشيخ ثم أبناء الناصر من بعده..

يتبع في العدد المقبل..

—————————————————————-

1. Le Tourneau -Roger: “la naissance du pouvoir sa’dien vue par l’hitorien Al-Zayyani” .Extrait des mélanges Louis Massignon. Damas, Institut Français 1957-p: 73.

2. العلوي القاسمي هاشم: المرجع السابق، ص: 9 – 10.

3. Le Tourneau Roger: Les débuts de la dynastie sa’dienne jusqu’à la mort du sultan M’hamed ech-Cheikh (1557). )Alger, Institut des Etudes Supérieures Islamiques d’Alger 1954; 64 pages) p: 60.

أرسل تعليق