Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

على بساط الشاطبي

نغمت أبا إسحـــاق عيـــنا فقــد غدت          دواوينـــك الغــرا شمـــوسـا طوالعـــا

لئن قيــل كان الشــــافعي مؤسِّــسا          فما ضــرَّ أن قد جئـت في الإثر شافعا

فوطَّـــدت للنُــظَّار في الفقـــه دولــــة          وشــدت لهــــم مجدا أثيــــلا ورائعــــا

وفجَّـــرت من علــــم البـــيان مَـــداركا          بدائع قــــد بـــاتت قــــرونا منــــائعــــا

وجاشت سماءُ الفكــــر منـــك بعارض          من الفقه فـي التنزيل عــزَّ المُـــطالعا

مداركُ لم تخطـــر ببـــال ابــــنِ حـــرة          وأبكارُ أفكـــــار سَمـــــون فـــــوارعــــا

فتوح من الرحــــمان جـــادت سِجامها          على الفكر فانداحــــت رياضـــا يوانــعا

كذا يذْخَــــر اللــه المواهــــب عنــــده          ويفتح للأبـــــواب منــــها المـــــصارعا

فلــــــله در الشاطـــــــبي ورَهــــطِـه          بهم طُــــرق التنزيل صــــــرن شوارعا

فقل لِمريد الفقـــــــه دونــــك فاعتمد          موافقةً من فقـــــــــهه تغـــدُ بـــــارعا

خذ النص مشفـوعا بحكـــم وحكـــمة          ولا تغــــدُ بالحكـــــم المجــــرد قانعـــا

فإن تعْشُ عن سر النصـوص وقــصدها          جهلت المعــاني واعتسفـــت المرابعا

فما الفقه فـي الأحكــــام ســـرد أدلة          وتجمــــيع أقــــــوال تخـــص الوقائعـــا

ولكنـــــه فقــــه المـــــــقاصـد إذ بـــه          مفاتيح تنــــزيل تصيـــــب الـــمواقـــعا

عليه إجتــــــهاد الراشــدين تأسست          مــــداركه العلـــــيا حِــــــفالا نوافــــعا

رعوا مقصد الشرع الحــكيم وحكـــَمُوا          معانيه اللائـــــي ســــددن الذرائــــعا

ولم يعكفوا عنـــــد النصــــوص ويتركوا          مراميـها القصوى العتـــاق القواطــــعا

فقد تعرض الأحداث والحكــــم ظاهــرا          وتخفــي أمــــــورا لا تلـــــوح لوامــــعا

وحسبك بالفــــاروق إذا جـــاء حاطـبٌ          بغلمانه يدعــــوه للحــــكم ضـــارعــــا

وقد ســــرقوا من بيـــته تحــــت حرزه          طعاما ونال الشِّبْعَ مـن كـــان جــــائعا

فقام بها الفاروق في الصَّــــحب معلنا          بمقصد شرعِ الحـــــد إذ جاء صــــادعا

ولم يرع لفظ النـــــص إذ بـــــــان أنهم          من الجوع مدوا للطــــــعام الأصــــابعا

فما كان يعطيهم كـــــفاية عيــــشهم          لقاءَ الذي مِـــن كـــدِّهم راح جـــــامعا

وحفظــهمُ للنفس أمـــسى ضــــرورةً          بها يُدرأُ الحد الـــــــــذي جـــــاء راذعا

بنــــص لتنــــزيل وتقـــــــرير ســــــنة          ومعلومِ شـرعٍ صار في الناس شــائعا

ولو لم يحكِّم مقــصد الشـــرع فـــيهمُ          لقطَّع إيـــــمانا وعفــــــَّى منــــافعــــا

فلما رعــــى من مقصد النص ما رعى          وبدَّل أحــــكاما ظــــهر ن قــــواطــــعا

تبين أن الوجــــه فـــي العدل ما قضى          وما كان عن قصد المشــــروع نـــازعا

أرسل تعليق