Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

“ثم خلقنا النطفة علقة”

      إن أول سورة نزلت على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم هي سورة العلق، وقد تضمنت آية من الآيات المعجزة التي تتحدث عن أحد أطوار خلق الإنسان، ألا وهو طور العلقة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: “خلق الإنسان من علق” [العلق، 2]. فكل الأبحاث والتجارب العلمية في مجال علم الأجنة تؤكد على أهمية هذا الطور كمرحلة أساسية في بدأ تخلق الأعضاء.

      تنقسم البويضة الملقحة أو اللقيحة Zygote إلى خليتان ثم أربعة ثم ثمانية.. ثم تستمر عملية الانقسام والنمو إلى أن تصل إلى مرحلة “العلقة”؛ يبدأ هذا الطور من اليوم السابع من بدء الحمل وينتهي في الأسبوع الثالث. يشبه الجنين في شكله الخارجي بالعلقة، ويتعلق بالطبقة الداخلية للرحم حيث يتغذى من دم الرحم بواسطة الشعيرات الماصة، كما أنه يعيش في محيط مائي؛ فتسميته بالعلقة تطابق شكله، وحالته وموضعه.

      يتكون القرص الجنيني من طبقة خارجية وأخرى داخلية. يظهر الشريط الأولي مع العقدة الأولية في وسط القرص الجنيني ثم تهاجر وتتجه الخلايا، ما بين اليوم الثالث عشر والخامس عشر من عمر الجنين Gastrula، إلى المنطقة الوسطى فتتكون طبقة ثالثة متوسطة. تتخصص كل طبقة في تكوين أنسجة وأعضاء محددة:

      •  الطبقة الخارجية أو الاكتودرم Ectoderm: يتكون منها الجلد والجهاز العصبي المركزي وأعضاء أخرى؛

      •  الطبقة الوسطى أو المزودرم Mesoderm: التي تتكون منها العضلات، العظام، القلب الأوعية الدموية، الجهاز التناسلي والجهاز البولي  والجهاز اللمفاوي وأعضاء أخرى؛

      •  الطبقة الداخلية أو الأندودرم Endoderm: يتكون منها الجهاز الهضمي وملحقاته، الجهاز التنفسي، والجهاز البولي عدا الكليتين وغيرها من الأعضاء..

      في عام 1924 قام العالم الألماني هانز سييمان (Hans -apemann) وهيلد مانغولد Hilde) Mangold) “جائزة نوبل في الطب 1935” بتجربة على أجنة حيوان برمائي، تريتون (triton)، تعد من أهم التجارب التي أقيمت في تاريخ علم الأجنة؛ فقد تم زرع الشفة ظهرية أريمية (Blastospore) في الجانب البطني لأجنة مختلفة الأصباغ، أدى هذا الزرع إلى تكون أجنة ثانوية في الأجسام المضيفة. لقد أثبتت هذه التجربة المذهلة أن الشفة الظهرية للأريمة تتميز بخاصية تحفيز تكوين الأنسجة وتمايزها وكذا ترتيبها، وقد سميت بالمنظم الأساسي أو منظم سبيمان.

      اكتشف العلماء فيما بعد أن هذه الخاصية الفريدة تتركز أكثر في عقدة هنسن (Hensen’s node)، التي تتواجد برأس الشريط الأولي، لدى الطيور والثدييات وكذا أجنة الأسماك مكتملة العظام. إن دراسة  الخلايا الجنينية في الأطوار الأولى من تكون الجنين تتطلب تقنيات عالية ودراسات مستفيضة وإلمام كبير بعلم الأحياء الجزيئية (Biologie moléculaire)؛ لأن خلايا الجنين كلها متشابهة فهي لم تتخصص بعد.

    المراجع

  1. عدنان الشريف، من علم الطب القرآني: الثوابت العلمية في القرآن الكريم، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى 1990.

  2. زغلول راغب محمد النجار، الإعجاز العلمي في السنة النبوية، نهضة مصر، الطبعة الرابعة، 2010.

  3. Sonia Pinho and Al. Distinct steps of neural induction revealed by Asterix, Obelix and Trhc,  genes induced by different signals from the organizer, Plos one, Volume 6,Issue 4,e 19157,April 2011,

التعليقات

  1. إ.الدوابي

    السلام عليكم ورحمة الله
    أشكر الإخوة الكرام على اهتمامهم بالموضوع وعلى المشاركة القيمة.
    سنتطرق لاحقا لمرحلة النطفة
    بالنسبة لتفسير كلمة العلق أو العلقة؛ فقد أشرت إلى تفسير بعض العلماء المعاصرين.
    أما في معجم لسان العرب فقد ورد:
    والعَلَقُ الدم، ما كان وقيل: هو الدم الجامد الغليظ، وقيل: الجامد قبل أَن ييبس، وقيل: هو ما اشتدت حمرته، والقطعة منه عَلَقة.
    وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ: فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم، الواحدة عَلَقةٌ.
    وفي التنزيل: ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً؛ ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم، وكل دم غليظ عَلَقٌ، والعَلَقُ: دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ…
    ويقال: عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ على موضع العُذّرة من حلقه يشرب الدم، وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه.
    والعَلَقَةُ دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق. والإعْلاقُ إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم.
    وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان.

  2. سعيد

    وقد ورد في تفسير قوله عز وجل في سورة المؤمنون "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة" أي الحيوان المنوي"
    وقوله "في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة" أي قطعة الدم التي يتكون منها الجنين"
    وقوله" فخلقنا العلقة مضغة" أي قطعة من اللحم" فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر …"

    ومنه كذلك في قوله تعالى في سورة النحل "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين"

    وقوله تعالى في سورة الحج "… فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخَلَّقَةٍ لنبين لكم، ونُقر في الأرحام ما نشاء، إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشُدَّكُم .."

    وورد كذلك في سورة القيامة قوله عز وجل "ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى"

  3. عبد الله متوكل

    اشكر الدكتورة الفاضلة على هذا الموضوع القيم الى ان هذا الموضوع يحتاج الى المزيد من التفصيل

  4. abd alaziz nouryi

    وقد فسر الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن قوله تعالى: "خلق الإنسان من علق" فقوله عز وجل "من علق" أي من دم، جمع علقة، والعلقة الدم الجامد، وإذا جرى فهو المسفوح. وقال: "من علق" فذكره بلفظ الجمع؛ لأنه أراد بالإنسان الجمع، وكلهم خلقوا من علق بعد النطفة. "والعلقة": قطعة من دم رطب، سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه؛ فإذا جفت لم تكن علقة.
    قال الشاعر :
    تركناه يخر على يديه يمج عليهما علق الوتين
    وخص الإنسان بالذكر تشريفا له. وقيل: أراد أن يبين قدر نعمته عليه؛ بأن خلقه من علقة مهينة، حتى صار بشرا سويا، وعاقلا مميزا

أرسل تعليق